إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول وجوب الاستعداد لنشوب القتال

       وبالفعل فإن هذا الأمر كان في الفترة الأخيرة من أهم شواغلي. وبالأمس فقط كنت في الأزهر الشريف منارة الإسلام المضيئة، وكنت في البطريركية القبطية قلعة المسيحية العتيدة في الشرق، وأستطيع بعدها أن أذكر لمجلسكم الموقر ولجماهير شعبنا وأمتنا ما يلي:

أولاً: إنني واثق كل الثقة من حسن وعي وتقدير الجميع للظروف التي نمارس فيها نضالنا، وفي الضرورة القصوى والحيوية لوحدة الأمة، بل إنني واثق من ذلك كله، في كل الظروف، فلا حرب بغير الوحدة الوطنية، ولا سلم بدونها.

ثانياً: إن تاريخنا كله يؤكد للجميع إننا عشنا على مر العصور شعباً واحداً متجانساً متماسكاً، وأهمية تجربة التاريخ هنا أن المستقبل لا ينشأ في عزلة عن الماضي، ومن ثم فإن هذه الأمة التي عاشت الحياة، بحلوها ومرها، بخطرها وأمنها، أمة واحدة، سوف تعيش  المستقبل بكل ما يحمله لها، وبكل ما تحمله له أمة واحدة.

ثالثاً: إنني أعرف أنه كانت هناك  دواع  لسوء فهم لابد أن نزيل أسبابه، وفي نفس الوقت فإني أعرف أنه كانت هناك محاولات بسوء قصد لابد أن نواجهها بمنتهى الحزم.

ولقد كان سوء القصد في هذا المجال جزءاً من الحملة الموجهة إلى شعبنا كله في معركة المصير التي يخوضها اليوم. ولم تكن بعيدة عن تدبير أعدائنا وأصدقائهم الذين عجزوا عن قهر إرادة شعبنا على خطر المواجهة. وكان قصدهم أن يوجهوا إليه ضربة من الوراء.

رابعاً: إنني على يقين كامل بأنه مهما كانت المحاولات من الخارج فإن وعي جماهير شعبنا معززاً بسلطة الدولة النابعة من إرادة  شعبها، هذا الوعي المعزز بسلطة الدولة  قادر على أن يبت ويحسم بما يضمن المساواة الكاملة لكل المواطنين في ظل من سيادة القانون. إن ذلك وحده هو الذي يشكل خطاً فاصلا بين الحق والباطل وبين الأصالة والزيف.

خامساً: إن هذا الوطن كان وما يزال وسوف يظل عمره كله مؤمناً برسالات السماء، مخلصاً في ذلك مؤمناً، عارفاً بالحق، متوسلا بالهدى، متوجهاً إلى الله، حاملا لكتبه المقدسة. ولقد كان هذا الوطن دائما قلعة من القلاع الحصينة في الدفاع عن الدين قبل الإسلام  وبعده، بل إن الدين كان لديه في عصور طويلة وعاء للوطنية ذاتها.

أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،

لعلي أقول إننا لم نواجه شكوك الردة عن بعض قيمنا فحسب وإنما واجهنا أيضاً بعض مشاكل التقدم.

<4>