إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

          ضربت هذا المثل وقلت حتى لو انتصرنا في المعركة ولم نعد بناء الدولة وبناء الشعب وبناء الفرد على أساس من العلم والإيمان حتى لا نتخلف عن العصر الذي نعيش فيه، وفي نفس الوقت نتمسك بمقومات أساسية لا يمكن لنا أن ننتزعها ولا يمكن أن نحقق أي شئ إذا أهملناها أو تخلينا عنها.

          من هنا يبدأ كلامي معكم اليوم، لأنه ما لم نجعل من هذه المعركة نقطة انطلاق لبناء جديد كامل في كل اتجاه، مثل بناء القوات المسلحة وبناء المصانع وبناء الأفراد، إذا لم تكن المعركة نقطة انطلاق لبناء جديد، فلن يكتب البقاء لشعبنا، وسنتعرض لغزوات مماثلة ونظل متخلفين عن مسئوليتنا وعصرنا الذي نعيش فيه، وهذا معناه الفناء أو الهزيمة الكاملة لهذا الشعب.

          اليوم أريد أن أستعرض معكم، ونحن أمام علامة بارزة من علامات النضال، وأصفها بالوصف الذي يجب أن نلتزم به جميعاً، المرحلة التي نبدأها بقراركم اليوم هي "مرحلة المواجهة الشاملة".

          بعد أن نؤمن جميعاً بنتيجة ما أسرده أمامكم من عمل في الداخل والخارج، بعد أن ندرس أبعاده علينا أن ندخل مرحلة المواجهة الشاملة ونحن نؤمن بقدرنا لكي لا نضل أو نتردد، كما حدث للبعض في الفترة الماضية. إن المرحلة الجاية مرحلة المواجهة الشاملة بكل أبعادها.. لماذا؟

          في الفترة الماضية ومنذ العدوان على مدى خمس سنوات ونصف السنة دخلنا مراحل كثيرة مرحلة الصمود، مرحلة الاستنزاف، جهد دبلوماسي في كل اتجاه، عرضنا مبادرات وقبلنا مبادرات.

          كل ما يمكن عمله عملناه، ولكن كان التزمنا دائماً من أول يوم بمبدأين:

  • لا تفريط في شبر من الأرض.
  • لا مساومة على حقوق شعب فلسطين.

          في كل هذه المراحل وحتى هذه اللحظة، كان التزامنا هذا قائماً، لأنه محدد اتفقنا عليه وقررناه لأنه نابع من ضمير شعبنا ومن إرادته.

          ما الذي تم في المرحلة الماضية؟

الوضع الخارجي: في الفترة الأخيرة كان لنا ولا يزال نشاط دبلوماسي مكثف مع القوى الخمس الكبرى ومع غرب أوروبا ومع آسيا ومع الدول غير المنحازة، ومع العالم كله، ومع الأمم المتحدة.

<2>