إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

           وكنا في هذه الفترة نسير على خطين متوازيين: الإعداد العسكري، والنشاط الدبلوماسي المكثف والمستمر داخل إطار البناء الاشتراكي الذي التزمنا به في الميثاق وفي بيان 30 مارس وبرنامج العمل الوطني الذي أضفته أنا إلى بيان 30 مارس.

          ونيجي نستعرض الآن نتيجة الجزء الذي تم إلى وقتنا هذا من نشاطنا الدبلوماسي:

أولاً - الموقف العربي: في الموقف العربي سلبيات كثيرة للأسف، ولكن أيضاً فيه إيجابيات، صحيح أننا لم نعقد مؤتمر قمة، وربما لم يكن هذا الوقت مناسباً الآن، لأنه في تقديري ويقيني أن عقد مؤتمر قمة بدون تحضير وبدون أن تكون الأمور مهيأة لنجاحه يمثل صدمة ولا يكون في صالح المعركة. لقد بدأت حملة تشكيك وحرب نفسية شرسة ضدنا منذ يناير 1972، وقد نبهت عنها في ذلك الوقت. ففي أول يوم من يناير 1972 وقف وزير خارجية أمريكا ليعلن أنه رغم تفوق إسرائيل ستعطيها أمريكا السلاح حتى تضمن لها التفوق باستمرار، وظلوا بين وقت وآخر يسربون أخباراً، مرة عن ذوارق حربية، ومرة أخرى عن اتفاقية التصنيع التي عقدت في نوفمبر 1971 لتصنيع الأسلحة الأمريكية داخل إسرائيل. وكان الهدف من هذه الحرب النفسية هو ضرب جبهتنا الداخلية. لقد انتصرت إسرائيل في معركة عسكرية سنة 67، ولكنها لم تحقق انتصاراً سياسياً، وبقيت المشكلة أعقد مما كانت.

          لقد كان هدفهم من أول عام 72 هو ضرب الجبهة الداخلية بحرب نفسية شرسة تقول للعرب أنه لا فائدة، إسرائيل متفوقة وسنجعلها متفوقة أكثر، ولا سبيل أمامكم إلا التسليم بشروط أمريكا وإسرائيل - وقد نبهت إلى ذلك في أحاديثي عام 72. نتيجة لهذه الحملة الشرسة أصبحت توجد في العالم العربي فجوة تصديق، لم يعد أحد يصدق أن أحداً لديه القدرة لخوض معركة، نجحت أمريكا وإسرائيل في أن يحدثا فجوة تصديق في العالم العربي. ولهذا لا يمكن الدعوة إلى عقد مؤتمر قمة قبل أن تزول فجوة التصديق. وبالرغم من أنه لم يعقد مؤتمر قمة، إلا أن هناك اتصالات ثنائية، وعلى سبيل المثال، فإن دولة اتحاد الجمهوريات العربية التي تضم مصر وسوريا وليبيا، تتقدم بخطوات وئيدة ولكن على أرض صلبة لتكون نواة حقيقية لعمل موحد.

          وأنتهز هذه الفرصة لأحيي شعب سوريا والقوات السورية المسلحة على الجبهة الشمالية التي تشكل جزءاً من الجبهة ومن القيادة الموحدة. كما أحيي الشعب الليبي وقادته الذين يشاركوننا في معركتنا ويقفون معنا لمواجهة المصير.

          وهناك اتصالات ثنائية ولها نتائج إيجابية فعلاً، ولم يحن الأوان للإفصاح عنها الآن، ومن الخير أن نجعلها تستمر دون أن يعرف أعداؤنا شيئاً عنها. المهم المعركة، والمعركة قبل كل شئ وفوق كل شئ. هناك اتصالات ثنائية وإيجابيات بالنسبة للموقف العربي بالرغم من السلبيات التى نراها أخيراً مثل الموقف بين العراق والكويت والموقف بين الأردن والمقاومة.

<3>