إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

ثانياً - الموقف بالنسبة للدول الخمس الكبرى: بدأنا حملة اتصالات مكثفة ومستمرة حتى الآن، وقد بدأنا بالخمسة الكبار الذين يملكون حق الفيتو في مجلس الأمن وعليهم التزام نحو السلام، سلام العالم ككل بصرف النظر عن الاتجاهات لأي قوة من هذه القوى.

          وقد بدأ حافظ إسماعيل بزيارة الاتحاد السوفيتي. وهنا يهمني أن أقرر أمامكم أننا وضعنا في هذه الزيارة، ثم في زيارة الفريق أول أحمد إسماعيل في فبراير الماضي علاقاتنا الودية مع الاتحاد السوفيتي في إطارها الصحيح وعلى خطها المستقيم تماماً، وكان ذلك هدفاً من أهدافنا. وبعد جلستين طويلتين بين بريجنيف وحافظ إسماعيل وأحمد إسماعيل أستطيع أن أقول أننا وضعنا علاقاتنا في إطارها الصحيح الذي نرضى عنه جميعاً، وهذا هدف من أهدافنا.

          بعد ذلك سافر حافظ إسماعيل إلى لندن، وقابل رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وأمامه قالت بريطانيا أنهم ملتزمون بالموقف الذي اتخذوه في هاروجيت بالنسبة لقرار مجلس الأمن وبالنسبة للقضية، ولا جديد في موقف بريطانيا.

          ثم سافر حافظ إسماعيل إلى واشنطن وظهر كلام كثير عن هذه الزيارة، لأن الملك حسين كان قد زار واشنطن ومائير كانت على وشك الزيارة. غير أننا كنا قد أعلنا عن خطتنا قبل ذلك بوقت طويل، ولكي نكون واضحين فإن حافظ إسماعيل لم يذهب إلى واشنطن بمبادرة من عندنا ولا يسمع مبادرة من عندهم. لقد ذهب إلى أمريكا بوصفها دولة كبرى ليسمع منهم تفكيرهم ولهم علاقاتهم القوية بإسرائيل. وكان لا بد أن نستكشف آراء أمريكا لأنها طرف أساسي في القضية. حافظ إسماعيل قابل نيكسون وروجرز وكيسنجر. ويهمني أن أحدد موقفنا الذي سافر به حافظ إسماعيل حتى نكون واضحين. موقفنا كما وصفه أمامهم جميعاً هو الموقف المبدئي الذي التزمنا به هنا أمام شعبنا، لأنه الموقف الوحيد المقبول منا ومن شعبنا. قال لهم، ليس لدينا مبادرات.

          واستمعنا للموقف الأمريكي، ويؤسفني أن أقرر أمامكم، أن خلاصة الاتصالات مع أمريكا لا تؤشر إلا إلى مؤشر واحد هو: أن علينا نحن أن نقدم تنازلات حتى يمكن أن تتحرك القضية، لا أن تحل. تنازلات في أشكال كثيرة متعددة ومعلنة.

          قالت أمريكا إنها لا تستطيع ولا تملك الضغط على إسرائيل، صحيح كان هناك موقف إيجابي من الرئيس نيكسون عندما قال لحافظ إسماعيل: إن المشكلة هي كيف يمكن أن نوفق بين سيادة مصر الكاملة على أرض مصر، وبين مقتضيات الأمن الإسرائيلي. هذا الكلام بشكله الظاهري إيجابي، وإذا أردنا حله وكشف عقلية المسئولين الأمريكيين، يفسره ما قاله ايبان أخيراً، إن أمريكا تنسق مع إسرائيل، ولم تنف أمريكا هذا الكلام، وتعمدت تسريب أخبار صفقة الفانتوم الأخيرة لردع العرب. كيف يمكن التوفيق بين السيادة المصرية وأمن إسرائيل.

<4>