إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، إلى الشعب حول توليه مهمات رئاسة مجلس الوزراء

          وكانت لذلك أسبابه العديدة من بينها أن بعض رواسب الماضي أثرت على الحاضر، ولو حتى في أسلوب التفكير. ونتيجة ذلك أننا وجدنا بعض أجهزتنا مشغولة بمعارك جانبية لا علاقة لها بأهداف النضال العام.

          من بينها أيضاً أن جبهتنا الداخلية تعرضت لمحاولات ضاربة من جانب الذين لا يريدون لهذا الشعب أن يمارس حقه ومسئولياته ويسيئهم ويسئ إليهم أن تكون مصر قوية بأمتها العربية وأن تكون أمتنا العربية قوية بمصرها. مصرها القادرة على شق طريق التقديم الشامل وبلوغ أهدافه الإنسانية العظمى.

          ومن بينها أيضاً أن صعوبة الظروف كانت قاسية على كثير منا ولم يستطع بعضهم أن يفهم حدود أدواره أو الأسلوب الأمثل للأداء.

          وفوق كل ذلك فلقد كانت هناك عمليات تآمر شرحت ظروفها اليوم أمام اللجنة المركزية ومجلس الشعب. ولقد فشلت هذه العمليات في تحقيق أهدافها، ولكنها أثارت بعض ما كنا في غنى عنه مما استغل في الخارج ضد وطننا وصورته.

أيها الأخوة والأخوات

          إنني وصلت من ذلك إلى موقف وجدت نفسي مضطراً للتوفيق بين اعتبارات متعددة تحقق لنا في النهاية ما لا نستطيع تحت أي ظرف آخر أن ننساه أو نتناساه.

          كنت بين اعتبارين:

  • أولهما: أن هناك مهام لا بد من إنجازها في الجبهة الداخلية ولا بد من إنجازها بدون تأخير، لأنها تشكل أو يمكن أن تشكل خطراً على قوتنا.
  • وثانيهما: أن هناك مواجهة مستمرة ومتصاعدة بيننا وبين العدو، ولا نستطيع أن نفك اشتباكنا فيها بل علينا أن نزيد هذا الاشتباك.

          كان السبيل الوحيد أمامنا هو توحيد المسؤولية في هذه المرحلة توحيداً كاملاً، ولم أكن أريد أن أصل إلى هذا القرار. فإن من دواعي اعتزازي أنني سعيت وأسعى دائماً إلى أن تكون السلطة في وطننا لدولة مؤسسات تمثل قوى الشعب العاملة وتعبر عن إرادته.

          وكان أمامي أحد حلين:

          إما أن أنتظر ترتيب أوضاعنا الداخلية بالكامل، وإما أن نواجه في ظله أوضاعاً لا أجدها كافية.

<2>