إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية
في عيد العمال

المحلة الكبرى: 1 مايو 1973
الأهرام، القاهرة: 2 مايو 1973

بسم الله

أيها الأخوة

          إن لقاءنا جميعاً في هذا المكان على هذا النحو وفي هذا اليوم وفي هذه الظروف لقاء له معنى، بل له معان لا يصح أن تفوتنا. هذا المكان - المحلة الكبرى - قلب الدلتا المصرية، قلب الريف المصري، وفي نفس الوقت قلب الصناعة المصرية، معقل ومعقل من أهم معاقلها ورمز من رموز الاستمرار المصري في العمل. ذلك لأن البداية كانت هنا قبل الثورة وزادت ثلاث مرات في الحجم والقدرة بعدها، على هذا النحو في الريف المصري وبالصناعة المصرية فإن المحلة الكبرى تجسد تجسيداً كاملاً نضال الإنسان المصري في القرية وفي المصنع. أي نضال الفلاحين والعمال، أي نضال القوى القائدة في تحالف قوى الشعب العامل.

          وفي هذا اليوم وفي احتفالنا بعيد العمال، فإن هذا اللقاء يكتسب معنى كبير في بلد قام تاريخه كله واستمرت حضارته على العمل الإنساني والعمل الإنساني وحده ويهتم تطوره ومستقبله بالعمل الإنساني والعمل الإنساني وحده. في هذه الظروف التي نحاول فيها أن نمسك بأقدارنا ونتحمل مسئوليات، وأن نحمي آمالنا وآمال أمتنا ونحمي أرضنا وأرض العرب جميعاً وشرفنا وشرف الأجيال القادمة كلها. فإن هذا اللقاء في هذا المكان على هذا النحو وفي هذا اليوم لا بد أن يحمل إلى جانب المعاني الكبيرة إلهاماً عظيماً يؤكد قيمها ومبادئها، يؤكد لنا أن وحدة الأمة أساس، ويؤكد لنا أن استمرار الأمة ضمان، ويؤكد لنا أن القرية والمصنع هما في نفس الوقت القلعة والمدفع.

          ويؤكد لنا أن دور الفلاحين والعمال هو على الخط الأول من النضال، مهما كانت نوعيته اقتصادياً كانت أو اجتماعياً أو دفاعياً. ويؤكد لنا أن الطريق إلى المستقبل وإلى الأمل له مفتاح واحد هو العمل.

          ويؤكد لنا أخيراً أن الأمم والشعوب تواجه لحظات حسم ومصير يصبح فيها محتماً عليها أن تحمل أقدارها على أيديها وأن تواجه ما أذن الله لها أن تواجهه.

<1>