إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

عايز يعرضها على الرئيس جمال الله يرحمه، وكنت موجود وياه. إيه الرسالة؟ فجه وقال والله رئيس الجمهورية الرئيس شارماركي رئيس الصومال اتصلوا به من أمريكا، وبيعتبر إن هذه الرسالة عاجلة وعلشان كده بعت الوزير ده بها، وكان هو نفسه شارماركي رئيس الجمهورية حايجي، لكن وجد إن الوقت ما هواش مناسب يمكن بالنسبة لنا، فبعت الوزير بتاعه بسرعة. الرسالة إيه؟ قالوا القضية حتتحل، وتتحل ببساطة خالص وبدون معركة. شركة بنامية مقدمة مشروع قال في سينا من على خليج السويس تأخذ خط مستقيم بدل قناة السويس اللي موجودة ماشية متعرجة، لا تأخذ خط مستقيم من خليج السويس مباشرة للبحر الأبيض، وبآلات الحفر الجديدة وبالمعدات الجديدة ما تأخذش أكثر من 18 شهر، والقناة دي منها تبقى فيها رايح وجي وعليها مناطق تجارة حرة على طرفي القناة بعمق 10 كيلو، خمسة كيلوا يمينها وخمسة كيلو شمالها، وإن مصر تؤجر للشركة اللي حا تعمل القناة دي تؤجر لها القناة 99 سنة زي قناة السويس زمان. المشروع زي ما قلت لكم طبعاً ماكانتش شركة بنامية ولا حاجة، معروف إنها أمريكا، ومعروف إن العملية كلها أمريكاني وخلصنا من قناة السويس القديمة نطلع في قناة سويس جديدة، وكمان دي قال تبقى حاجز ما بيننا وما بين إسرائيل. طبعاً هذا الكلام ما كانش محل مناقشة على الإطلاق، ورفضناه من أساسه.

          الأسبوع ده بيحيوه وبيقولوا إن أندريوتي بتاع إيطاليا بيعرض هذا المشروع وانه عرضه علينا. طب أنا أمامكم وأمام العالم كله بأسمعهم، لم يعرض علينا شئ لا من إيطاليا ولا من غير إيطاليا، وإذا فكر حد إنه يعرض بعد ما سمع مني، مرفوض شكلا وموضوعاً. مفيش حاجة لكن لازم يوقعوا بيننا وما بين إيطاليا زي ما بيحاولوا يوقعوا أيضاً بينا وما بين فرنسا. يبقى ده في الواقع بالنسبة للموقف الخارجي. بالنسبة لأصدقائنا في الاتحاد السوفيتي أرجو أن لا يظن أحد إن حديثي عنهم أو حديثي عن العلاقات المصرية السوفيتية وراء حملة أو أي شئ. أظن ثبت من الموقف اللي وقفناه هنا في الصيف الماضي إن إحنا ما بنشتغلش بوشين ولا بسياستين، إحنا بنشتغل بسياسة واحدة ووش واحد، وقراراتنا وطنية وليست قرارات الاتفاق مع حد لضرب حد. لا، إحنا بنتخذ قراراتنا من هنا في مصر لمصلحة مصر وقرارات وطنية. وأظن القرارات في الصيف وضح لإخواننا وأصدقائنا القادة السوفيت إنها ما كانتش لعبة من ورا ضهرهم بالاتفاق مع الأمريكان أو بالاتفاق مع أي حد آخر. إحنا ناس شرفاء نقدر للصديق موقفه، ممكن نختلف وياه لكن نختلف وإحنا أشراف، ما نختلفش بخيانة ولا بغدر أبداً.

          أظن ثبت هذا ووضح من موقفنا. أنا مصدر كلامي كله لأصدقائنا السوفيت. ما أريد أن أقوله لأصدقائنا السوفيت النهاردة في عيد العمال، وفي عيدهم، إنه الحل السلمي الأمريكي سراب وخداع وتضليل. ما أريد أن أقوله لأصدقائنا في الاتحاد السوفيتي أن إحنا أصدقاء ولا نبيع الصداقة، ولا نتخذ مواقف ذات وجهين ولا سياستين. لنا وجه واحد ولنا سياسة واحدة ما أريد أن أقوله لأصدقائنا في الاتحاد السوفيتي إنه حرصنا على هذه الصداقة هو اللي بيجعلنا نقول فلنكن على حذر، على حذر مما يدبر لهذه المنطقة. ولعل في اتصالاتنا ما يخلينا نكمل الحديث، لأنه برضه مش من المصلحة إن حديث الأصدقاء يكون محل كلام أو مناقشة علنية.

<15>