إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

أيها الأخوة

          إنني أقول لكم ببساطة في هذا الاجتماع وفي هذا المكان وفي هذا اليوم وفي هذه الظروف إنني حملت قدري كما أذن الله وكما تقضي به المسئوليات التي حملتها سياسياً ودستورياً. بل إنني أقول إنني حملت قدري كما تقضي به المشاعر التي أحس بها كمواطن - كإنسان يعيش على هذه الأرض ويلتزم بالولاء لها ويهب نفسه للدفاع عن حريتها، مؤمناً بأن الحق في جانبها والنصر لها وعلى طريقه وفي سبيله ترخص جميع التضحيات.

أيها الأخوة

          إنني أريدكم أن تكونوا جميعاً في الصورة معي لأنكم سوف تكونون جميعاً في المرحلة الشاملة معي، ذلك أن المواجهة الشاملة ليست خطوط قتال فحسب، وإنما هي شئ آخر أشد اختلافاً وأكثر صعوبة - كما قلت لكم - كل قرية قلعة، كل مصنع مدفع. كل إنسان تحت السلاح وكل إنسان تحت النار. لهذا أريدكم جميعاً في الصورة لأنكم جميعاً في المواجهة الشاملة.

          لذلك أرى لزاماً عليّ أن أضع أمامكم صورة كاملة عن الموقف اليوم. فمن حقكم، أنتم الذين تمثلون عمال مصر، ومن حق شعب مصر كله بل ومن حق الأمة العربية كلها أن تعيش معنا هذه اللحظات، ونحن نستعرض خط سير قضيتنا، منذ وقف إطلاق النار إلى الآن.

          كما تعلمون، كان وقف إطلاق النار الأول ينتهي في نوفمبر 1970، وسافر وزير الخارجية المصري إلى الأمم المتحدة وصدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة تطلب إلينا أن نمده فترة أخرى. وكنا في ذلك الوقت - كما تعلمون - في حاجة إلى أن نرتب شئوننا في داخلنا، فمددنا وقف إطلاق النار للمرة الثانية، وكان ينتهي يوم 5 فبراير سنة 1971. قبل ما ييجي المعاد بتاع انتهاء وقف إطلاق النار الثاني في 5 فبراير سنة 1971، اجتمعنا على كل المستويات، مجلس الدفاع الوطني، واللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي، واجتمعنا مع اللجنة المركزية. ناقشنا أمورنا واجتمعنا مع القوات المسلحة أيضاً، ومع القادة جميعاً. في هذا الاجتماع الأخير قبل 5 فبراير قبل ما ينتهي وقف إطلاق النار الثاني، كان واضح تماماً أن مبادرة روجرز بتاع سنة 1970 اللي بناء عليها وافقنا على وقف إطلاق النار ووافق الله يرحمه الرئيس جمال في أغسطس على وقف إطلاقاً النار وقتها، كان واضح تماماً أن هذه المبادرة أصبحت غير ذات موضوع، لا قيمة لها. كلنا عارفين في أثناء وقف إطلاق النار الأول احتجت إسرائيل أن مصر حركت الصواريخ وأن مصر خرقت وقف إطلاق النار وساندتها أمريكا في هذه الدعاوى، ومنذ ذلك الوقت كما سيتضح لكم من تحليل المرحلة كلها، واضح أن الهدف الأساسي اللي بتعمل له إسرائيل وأمريكا هو المحافظة على وقف إطلاق النار زي ما هو موجود النهاردة، ليه؟ لأن ده بيخدم مصالح إسرائيل وبيخدم مصالح أمريكا في المدى القريب والبعيد.

<2>