إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

          قبل ما أروح لمجلس الشعب في 4 فبراير سنة 1971 وأعلن المبادرة بتاعتي قررنا أن مبادرة روجرز سقطت وانتهت، وأصبحنا غير مقيدين بها. كانت المبادرة فيها نقطتين، وقف إطلاق النار 90 يوم قصاد انسحاب إسرائيل. زي ما قلت لكم تلاعبت إسرائيل وسندتها أمريكا علشان ينسحبوا من تعهدهم بالانسحاب ويفضل وقف إطلاق النار بس اللي همه عايزين يحافظوا عليه لغاية النهاردة.

          قبل ما أعلن زي ما قلت لكم المبادرة في 4 فبراير في مجلس الشعب، اتخذنا قرار بسقوط مبادرة روجرز بتاعت سنة 70، أصبحت لا قيمة لها لأن الهدف من ورائها بقى واضح إنه إيقاف إطلاق النار وبس، تحت إيقاف إطلاق النار بتقدر إسرائيل تعمل اللي هي عايزة تعمله، تغير في الأرض العربية، يستمر الحال بحيث أن مجتمعاتنا إحنا من داخلنا تنفجر على نفسها أو إحنا من داخلنا نتاكل والقضية بمضي الوقت يبقى أمر واقع، ده الهدف اللي بيحرصوا عليه لغاية النهاردة.

          في 4 فبراير أعلنت قدام مجلس الشعب سنة 71، أعلنت المبادرة بتاعتنا المصرية، كانت إيه؟ وبرضه هنا لازم نأخد بالنا لأنه بعد كده حنشوف إزاي بتحاول أمريكا النهاردة إنها تستغلها وتلتوي بها التواء علشان برضه تحقق أهداف إسرائيل.

          المبادرة كانت إيه؟ أنا أرسلت للرئيس الأمريكي نيكسون في أول رسالة في يوم 24 ديسمبر سنة 70 ودي كانت رد على رسالة له بعتها لي عن طريق الدكتور فوزي، وكان رئيس الوزراء في ذلك الوقت، فلما حول لي الرسالة الدكتور فوزي، أنا رديت عليها رأساً وقلت للرئيس الأمريكي في أول اتصال في ديسمبر سنة 1970، 24 ديسمبر بالتحديد، قلت له إن كل بادرة من أمريكا، كل خطوة للأمام ستجد خطوة منا أيضاً للأمام، وكل إجراء إيجابي من جانب أمريكا سيجد صدى وإجراء إيجابي من جانب مصر.

          وبالمثل فإن أي عمل سلبي أو أي إجراء يكون فيه مساس بمصر سيجد له نفس الصدى من مصر ضد أمريكا. بمعنى إن اللي بيقرب لنا بنقرب له، واللي بيبعد بنبعد إحنا كمان. وعلى ذلك قلت له أنا بأرد على رسالتك مباشرة، إحنا ما متناش، مصر ما ماتتش وما سلمناش ومش حانسلم، ولكن إحنا بنسعى نحو حل سلمي، إذا كان ده ممكن. ما بيناش وبين أمريكا أي عداوة، كل ما بيننا بين أمريكا مشكلة إسرائيل ووقوفها وتأييدها للعدوان الإسرائيلي. مش بس تأييدها لهذا العدوان، خطة العدوان علينا سنة 1967 أقرها الرئيس الأمريكي جونسون، عرضت عليه وأقرها. أرسلت للرئيس الأمريكي نيكسون في ذلك اليوم، يوم 24 ديسمبر، أقول له إن كل بادرة طيبة حاتلاقي منا إحنا رد عليها فوري، وكل بادرة سيئة أيضاً حا نرد عليها أيضاً بنفس الشكل. لما اتقدمت بالمبادرة في يوم 4 فبراير أمام مجلس الشعب كانت إيه المبادرة.

          كانت إنه وزي ما كتبت أيضاً للرئيس نيكسون كتابة، قلت له أنا بأعتبر هذه المبادرة مني اختبار، امتحان سلام. امتحان سلام.

<3>