إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

          انتم بتقولوا عايزين السلام، وإسرائيل مالية العالم إن هي عايزة السلام لكن العرب مش عايزين السلام. طيب إحنا عاوزين السلام، لكن فيه امتحان أهه أنا بأقول إحنا جاهزين نعمل اتفاق سلام. لأول مرة أقول جاهزين لاتفاق سلام ولكن الامتحان فين. إذا كان هناك نية سليمة صادقة صحيح من جانب أمريكا ومن جانب إسرائيل علشان يحققوا السلام، طيب تتفضل إسرائيل تنسحب مرحلة أولى ضمن الحل الشامل داخل سينا، على أن تعبر قواتنا المصرية فوراً، ويتولى يارنج والأمم المتحدة القضية، وبندي فرصة ستة شهور بس، إذا في نهاية الستة أشهر ما تمش الحل النهائى يبقى قواتنا اللي عبرت لها الحق إنها تكمل تحرير الأرض.

          دي كانت المبادرة، ومعنى هذا إنه ما كانش فيها إطلاقاً - إنا زي ما قلت وكتبت للرئيس نيكسون إنه امتحان سلام - امتحان للنويا نحو السلام. هل الكلام عن السلام ده حقيقة واللا مجرد ضباب بيتقال علشان يضللوا به العالم زي ما هو حاصل النهاردة.

          رحبت أمريكا وابتدت إسرائيل تلعب لعبتها على أمريكا. جينا فى أول مايو سنة 1971 وفي حلوان وأعلنت - كان وزير خارجية أمريكا طالب إنه يزور مصر - أعلنت إن إحنا بنرحب به - إحنا أعلنا مبادرتنا وقلنا إن دي امتحان سلام. اللي عاوز يتكلم ما إحناش ممتنعين، مستعدين نتكلم مع أي مخلوق لأن إحنا عارفين إحنا عايزين إيه. ما احناش خايفين من حاجة، يتفضل ييجي. وفي حلوان في أول مايو سنة 71 أمام عمال حلوان أعلنت يتفضل، ولكن أنا حا أقابله وفي ذهنى وفى رأسي ولادي العمال اللي ماتوا فى مصنع أبو زعبل - وحا أقابله أيضاً وأتكلم وياه وفي ذهني وفى رأسي ولادي الأطفال اللى ماتوا في مدرسة بحر البقر، لأن القنابل أمريكية والطيارات أمريكية والطيارين أيضا فيهم أمريكان. بعض الطيارين الأسرى اللي عندي هنا فيهم جنسية مشتركة، أمريكي وإسرائيلي، إنما إحنا مش معقدين، إحنا مستعدين نتكلم ومستعدين نناقش ولكن على أساس السلام اللي يقوم على العدل، مش السلام اللي يقوم على القرصنة أو على اغتيال حقوق الشعب.

          وجه روجز وسألته سؤال مباشر - وزير خارجية أمريكا - عاوزين إيه بعد المبادرة بتاعتي، أنا قلت إن دي امتحان سلام، وروني تقدروا على هذا الامتحان واللا لأ، انتم وإسرائيل؟ سافر من هنا راح على إسرائيل، واستطاعت إسرائيل إنها تسيطر زي ما إحنا شايفين النهاردة تماماً على عقولهم، ولأنه أيضا الأمريكان لهم مصالح ظهرت النهاردة فى مشكلة الطاقة، لهم مصالح ولهم سياسة فى هذه المنطقة. اتفقوا الاثنين وتجاهلوا الامتحان، تجاهلوا المبادرة تجاهل تام.

          وفاتت سنة 71 - وفي هذه الأثناء بحكم الظروف - زي ما انتوا عارفين - جات 14 مايو حركة التصحيح، واعتقدوا أصدقائنا في الاتحاد السوفيتي أن هذه الحركة قد تنال من الصداقة اللي بيننا أو شئ. وبعدها في الصيف وقعت أحداث السودان، وكان موقفنا هو الموقف المبدئي اللي إحنا بنؤمن به، فساءت العلاقات أيضاً. المهم إنه فى أكتوبر سنة 71 لما سافرت في 11 أكتوبر سنة 71 إلى الاتحاد السوفيتي

<4>