إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

          ومن الناحية الاجتماعية، فإن المنطقة العربية كانت ما تزال تعيش أفكار عصور متخلفة. ولكن ثورة 23 يوليه استطاعت أن تزيح قيم الماضي البالية وأن تغرس على الأرض العربية بذوراً لفكر جديد.

          حين نرى في المنطقة الآن عمليات التحول الاجتماعي، وحين نرى جهود تطوير الصناعة والزراعة على كل بقعة منه؟ وحين نسمع كلمات التصنيع والتخطيط وحين نجد المنطقة قوة يعتد بها قادرة على التأثير في اقتصاديات العالم. حين نرى ونسمع ونجد ذلك كله، فإننا نستطيع أن ندرك إلى أي مدى كان التغيير الذي أحدثته ثورة 23 يوليه نافذاً إلى الأعماق.

          ونحن لا نقول أن المنطقة العربية بلغت ما كانت تتمناه. ولكننا نقول أن الأمة العربية وضعت نفسها على طريق العصر وعلى مستوى قيمه وأحلامه، وأنها قد دخلت بعد طول غياب إلى حلبة السباق الإنساني الكبير من أجل التقدم.

          وفي مصر بالذات فإن السجل كان عظيماً ومشرفاً بأي مقياس. التصنيع في كل المجالات، استصلاح الأراضي الجديدة، السد العالي، التحول الاجتماعي، سيطرة قوى الشعب العاملة على وسائل الإنتاج، ديموقراطية قوى الشعب التي تعززت وتأكدت بدولة المؤسسات وسيادة القانون، مظلة التأمينات الاجتماعية بما فيها حقوق العلم والعمل والصحة. سجل حافل تفخر به أي ثورة ويعتز به أي نظام. وإذا كان تأثير ذلك ينعكس على مستوى أمة بأثرها، فإن أسباب الفخر والاعتزاز تزداد بغير غرور ولا استعلاء.

          ومن الناحية الدولية، فإن مصر وشعبها وثورتها استطاعوا أن ينقلوا الأمة العربية من حالة التبعية إلى حالة التأثير الإيجابي في الأسرة الدولية وعلى أوسع نطاق.

          نحن الآن جميعاً موجودون بقوة في الأمم المتحدة، ونحن موجودون بقوة في حركات التحرر الوطني، ونحن موجودون بقوة في قيادات الوحدة الأفريقية والتضامن الأسيوي الأفريقي وعدم الانحياز، ونحن موجودون بقوة ضمن كتائب التقدم الإنساني ومع الطلائع التي تسعى إلى عالم جديد ترفرف فيه أعلام السلام القائم على العدل.

          ثم إننا الآن في هذه المنطقة الغنية استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً في وضع نستطيع فيه أن نؤثر، ويستطيع فيه تأثيرنا أن يكون فعالاً وبناء. وهذا دور عظيم نؤديه وندعو الله أن يمكننا من مواصلة أدائه مهما كان ما يعترضنا من صعاب، بل إن الصعاب دافع إليه وليست حائلاً دونه.

أيها الأخوة والأخوات

          أما الصعاب فإنكم تعرفونها لأنكم تعيشونها جميعاً، بل أكثر من ذلك تعانونها مع جماهير شعبنا وجماهير أمتنا العربية.

<3>