إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

          وقد شاركتم عملياً كل منكم في إطار المؤسسة السياسية أو الدستورية التي يتشرف بالانتماء إليها، شاركتم في توجيه عملنا ونضالنا أمام هذه الصعاب ومن أجل اجتيازها والتغلب عليها وإحراز النصر ضد كل مخاطرها وعوائقها.

          حين نصل إلى هذه المرحلة لا بد لي أن أقف في هذا العيد الواحد والعشرين لثورة 23 يوليه، أقف معكم وقفة لكي نستعرض ما نمر به اليوم. ولكي أكون منصفاً يجب أن أعود إلى ما قبل عدوان 67 حتى نستطيع أن نكون على بينة وأن نوصل حلقات السلسلة التي أرادوا أن يكبلونا بها إلى هذه اللحظة.

          في أوائل عام 65 قبل عدوان 67 بسنتين، في أوائل عام 65 أرسلت أمريكا وكيل وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت فالبون، مفوضاً من الرئيس جونسون يحمل إلى مصر إنذاراً يتعلق بإنشاء قواتنا المسلحة، يتعلق بنشاطنا في التسليح كله وتحديد حجم قواتنا المسلحة. وأبرز نقطة في ذلك الإنذار في ذلك الوقت كانت وبمنتهى الصراحة وبالأسلوب الأمريكي الفج أن أمريكا ستزود إسرائيل بالسلاح، وإذا ما لجأت مصر إلى مهاجمة أمريكا فسيكون رد أمريكا هو مزيد من السلاح لإسرائيل.

          أنا باذكر الكلام ده اللي حصل في أوائل سنة 65 لأنه في الثلاث أربع أيام اللي فاتت كان وزير خارجيتنا الدكتور الزيات بيستقبل سكالي السفير الأمريكي بتاع الأمم المتحدة، وبيوجه له كلام بنفس الأسلوب وبنفس المعنى.

          في سنة 65 رفض عبد الناصر الإنذار، وفي سنة 73 رفضنا الإنذار أيضاً، لما جه سكالي للدكتور الزيات. جه سكالي للدكتور الزيات يقول له إنه بلاش عقد مجلس الأمن، أمريكا لا ترى أن يعقد مرة أخرى. وتذكروا حضراتكم أنه هذا في اللجنة المركزية من أسبوع نبهتكم لهذا. أمريكا لا ترى عقد مجلس الأمن مرة أخرى، أمريكا بترى إنه كفاية بقى قولوا لشعبكم إن إحنا نجحنا في المرحلة الأولى من عقد مجلس الأمن، وطمنوه وكفاية كده. كأننا بنعمل العملية من ورا شعبنا أو كأن المسألة بنضحك على شعبنا وخلاص.

          الأمر الثاني صيغة محددة. هذه الصيغة علينا أن نتقدم بها لمجلس الأمن لفض جلساته نهائياً وعدم دعوته تاني، وأي خروج على هذه الصيغة ترفضه أمريكا. إيه الغرور ده.

          إيه الغرور ده، وإيه التعالي ده. أنا مش عاوز أوصف بوصف آخر. إي الغرور والتعالي ده. رفضنا هذا وعقد مجلس الأمن، وهو منعقد الآن، ينعقد بكرة يكمل عمليته. ولعلمكم نحن لا نخشى الفيتو الأمريكي. رفضنا الإنذار الأمريكي واللهجة الأمريكية والأسلوب الأمريكي. ولما الدكتور الزيات قال لهم في مجلس الأمن إن أمريكا ضد السلام وزعلت- أمريكا ضد السلام، بل تؤيد العدوان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وبكل ما تملك.

<4>