إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في جامعة الإسكندرية في ذكرى ثورة 23 يوليه

          استخدام أمريكا للفيتو يمكن البعض يأخذه بشيء من العصبية والانفعال. أنا مش عايز آخده لا بعصبية ولا انفعال أبداً، وهذا أمر طبيعي كلنا عارفينه من فترة وأنا نبهتكم إليه، لكن معناه إيه؟ معناه إن الصراع اللي أنا اتكلمت عنه، الصراع الطويل اللي أمامنا صراع مرير - صراع بتتعدد جوانبه وتتعقد. أمريكا بتستخدم الفيتو ليه؟ لأنه ورد في القرار إدانة لإسرائيل، وورد في القرار إشارة إلى مبادرة يارنج في 8 فبراير سنة 71. مبادرة يارنج دي في 8 فبراير 71 بتنص على الانسحاب إلى الحدود الدولية، وكلمة إدانة إسرائيل علشان احتلالها الأراضي العربية. أمريكا بتستخدم الفيتو ضمن المخطط اللي محطوط واللي حكيت لكم عنه يوم 23 يوليه الماضي علشان تقول يا عرب ايأسوا، سياسياً أنا باستخدم الفيتو مع إسرائيل، عسكرياً أنا بامدها بكل ما تحتاجه واقتصادياً أنا باديها بالـ 500 مليون دولار والـ 600، وكل ما تحتاجه. لم يعد أمامكم يا عرب إلا إنكم تقعدوا مع إسرائيل علشان تفرض شروطها عليكم.

          ده ما يخليناش نتنرفز أبداً ولا نتضايق أبداً يخلينا نحسب حساباتنا كاملة عشان نواجه هذا. النرفزة والانفعال بتبقى دايماً سبيل العاجز أو سبيل اللي مش قادر يعمل حاجة. لكن أستطيع أن أقول لكم النهاردة وبكل اطمئنان بعد مضي ست سنوات على العدوان، وعلى الهزيمة الأليمة اللي إحنا تلقيناها في يونيه 67، أستطيع أن أقول بكل اطمئنان إنه في هذه السنة وأنا قلتها لولادنا في القوات المسلحة، لما مريت عليهم في خمسة يونيه الشهر الماضي، أستطيع أقول بكل اطمئنان إن إردتنا اليوم أصبحت تستند إلى قوة حقيقية وليس علينا إلا أن تمارس هذه الإرادة وقت أن يكون الظرف مناسباً ووقت أن نختار نحن هذا الوقت. لأول مرة في الست سنوات، وأنتم عارفين إنه فى 67 خسرنا فوق الـ 80% من سلاحنا وأعدنا بناء قواتنا المسلحة، النهاردة بعد ست سنوات وبعد ما استخدمت أمريكا الفيتو، بنقابله بمنتهى الهدوء والبرود لأنه لأول مرة بعد هذه الهزيمة الأليمة بكل أبعادها، أستطيع أن أقف أمامكم اليوم بكامل المسؤولية وأقول إن إرادتنا اليوم تستند إلى قوة حقيقية، وده يمكن كان السبب لأن كان الإنسان بيضيق بعض الأوقات بتصرفات الأصدقاء لأنه عايزين تلك القوة خلف إرادتنا. إحنا نملك إرادتنا. إسرائيل برغم هزيمة 5 يونيه وبرغم ضياع 80% من سلاحنا، وبرغم كل أبعاد الهزيمة ما استطاعتش أبداً إنها تقهر إرادتنا. احتفظنا بإرادتنا، لكن كان لا بد أن يكون وراء هذه الإرادة قوة لأن إحنا فى عالم أصبح عالم الغاب بدون قوة لا نحترم، بدون قوة لا وجود لنا. اليوم وبعد ست سنوات وأمريكا تستخدم الفيتو منذ ساعة أو ساعة ونص، بمنتهى الهدوء بنقول إن كل ده بيلقي ضوء على معركة الصراع الطويل اللي إحنا داخلينها. والحمد لله لأن إرادتنا حرة ومن خلف إرادتنا قوة.

          اللي إحنا بنواجهه النهاردة وبنقول عنه الفيتو الأمريكي اللي إحنا بنواجهه النهاردة غزوة استعمارية شرسة حصل قبلها علينا هنا في تاريخنا غزوتين مشابهتين، التتار مرة، الصليبيين مرة ثانية. دي الثالثة الصهيونية. إنما دي أسوأهم جميعاً لأن من خلف هذه الغزوة الصهيونية الشرسة بتقف أمريكا صاحبة الفيتو من ساعة ونص. هذه الغزوة الصهيونية الشرسة للسيطرة السياسية على منطقتنا. وزي ما قال مدير جامعة

<3>