إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز

العالم والاستعمار ما يزال مستمراً في حرب يائسة في جنوب القارة الأفريقية وفي غربها وفي شمالها وفي الشرق الأوسط وفي كمبوديا وكوريا وبقاع من آسيا وأوروبا.

          إن المذابح التي ارتكبها المستعمرون البرتغاليون في انجولا وموزمبيق وغينيا بيساو وما تمارسه حكومة جنوب أفريقيا العنصرية وعمليات الاعتداء واغتصاب الأراضي ونهب الثروات التي تمارسها الحكومة العنصرية الإسرائيلية. كل ذلك يتطلب مزيداً من الترابط والتكاتف بين دول عدم الانحياز لمساندة حركات التحرير تحقيقاً للسلام المبني على العدل، ولن يكون هناك سلام مع استمرار أطماع بعض الدول الكبرى في ثروات الدول النامية ومحاولة السيطرة على اقتصادياتها والتحكم في سوقها.

          إن ما تنقله الصحافة الأمريكية عما تسميه حرب الصحراء، إنما يقصد به استغلال ثروات دول ساعية إلى النمو والتقدم، ولا يمكن وصفه إلا بكونه حركة للاستعمار ويقترن ذلك بالضغوط الرهيبة التي تمارس ضد شيلي وضد زامبيا هادفة حرمانها من استثمار ثرواتها لمصلحة شعوبها. إن العدل الاقتصادي لا يمكن أن يوجد في عالم تطغى فيه أيدي الأغنياء على موارد الفقير ليزدادوا غنى ويزداد الفقير حاجة وفقراً. لا يمكن أن يوجد في عالم الاحتكار للعلم والتكنولوجيا احتكار يجعلها في الواقع أدوات لمزيد من الاغتصاب والاستغلال.

          إن العدل الاجتماعي لا يمكن أن يتحقق في عالم يعتقد بعض أهله أن الله قد ميزهم بلونهم أو عنصرهم أو عقيدتهم على من عاداهم، بل سخر لهم من عاداهم تسخيراً. إن الاكتشافات العلمية والتطبيق التكنولوجي  الحديث لهذه الاكتشافات يمكن ويجب أن يوجه إلى تحقيق التقارب بين المجتمعات على أسس التعاون الدولي بمعناه الأعم والأوسع. فإن هذه الثورة التكنولوجية الحديثة شأنها شأن الثورة الصناعية في إنجلترا يمكن أن تؤدي إلى تسلط القوي على الضعيف وقيام إمبريالية جديدة على التفوق التكنولوجي تزداد بها قوة القوي وقدرته على العدوان بكل قواه سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً. لكي نصل إلى العدل الحقيقي والسلام الحقيقي نحن ندعو إلى الثورة على كل هذه المظالم نحن ندعو إلى الثورة على كل هذه المظالم ومحاربتها للقضاء عليها ولتحقيق العدل السياسي والعدل الاقتصادي، والعدل الاجتماعي الذي ننشده. إن المظلوم شريك للظالم إن هو سكت عن الظلم ولم يقاومه.

          والشعوب التي تشهد الظلم وقع بغيرها فلا تستنكره تدعو العدوان إلى الاستمرار وتستهدف هي نفسها له يوماً من الأيام.

          إننا نريد أن ننطلق من مؤتمرنا الرابع هذا نحو هذه الغايات. وقد درسنا وسائل الوصول إليها واثقين إننا سنحقق أهدافنا بصدق العزم وقوة التضامن وبإذن الله.

<2>