إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في ذكرى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر

أمريكا علشان أفتح قناة السويس، قناة السويس وجدت من قبل أن توجد إسرائيل، وستظل مصرية وفي أرض مصرية وبإرادة مصرية. كل ده واضح.

          موقفنا واضح تماماً عند المستر كيسنجر شخصياً، وعقدة العقد عند أمريكيا هي أن مسألة الاحتفاظ بأرضنا رهن المساومة عليها عملية مسيطرة على التفكير الأمريكي نتيجة للضغط الصهيوني عليهم ومتفقين في هذا، إحنا حطيناها بصراحة، مفيش مناقشة ندخلها الأرض أبداً بيننا وبين أمريكا، الأرض لازم تخرج بره، موقفنا واضح جداً ويستطيع المستشار حافظ إنه يحط نقط واضحة ولكن مفيش داعي، يعني إذا حبوا هم إحنا مستعدين لأن كل شئ عندنا مهواش مستخبي، ومفيش حاجة غير قابلة لأننا نضعها أمام شعبنا، لأننا ما بنعملش حاجة من وراء شعبنا ولا من وراء أمتنا أبداً، وجاهزين. موقفنا تعلمه أمريكا تماماً ولكن مطلوب إن أمريكا تشيل النظارة الصهيونية اللي حطاها على عينها وهي بتكلمنا، لأنه حتى من قبل أن يتصل المستشار حافظ مع كيسنجر، أنا نبهت لهذا ونبهت في أربع نقط. وفي مرحلة من المراحل كدت أرفض، بل رفضت فعلاً إنه يحصل أي اتصال، لأن الأساس مكنش واضح، وبسرعة بحثت أمريكا ووضحت الأساس، وعلى ذلك قبلت إن المستشار حافظ يقابل كيسنجر، وكل شئ واضح لديه. أرجو أن لا يكون في هذا لبس، وأن لا يكون الكلام المعسول الطيب الناعم وسيلة إلى التخدير مرة أخرى أو الحفاظ على تجميد قضيتنا كما هو مرسوم أو مخطط مرة أخرى.

أيها الأخوة والأخوات
          إننا سوف نعقد بعد شهر رمضان المبارك إن شاء الله مؤتمرنا القومي للاتحاد الاشتراكي، وأريد أن أتقدم لهذا المؤتمر - وقد كنت وعدت بذلك منذ شهر يوليه - بتحديد تفصيلي فكري وعملي ندرسه معاً ونتفق عليه معاً ونتخذه بعد الاتفاق عليه برنامجاً نسير عليه دون أن يصدنا عما نريد عائق أو يثنينا عنه تشكيك. وأنا أعلم مقدماً أن أعدائنا لن يتوقفوا عن التشكيك، وهدفهم أن نفقد توازننا. ولكن أعرف دائماً وطول الوقت أن أية حملات للتشكيك سوف تنكشف أمام شعبنا الواعي المجرب الفاهم والعميق في فهمه.

          وأنا طرحت فكرة المناقشة في المتغيرات الدولية والحوار، هرعوا يقولون إننا نريد تعديل الميثاق. أنا لست في حاجة إلى أن أتوارى وراء أي شئ، وأنتم تعرفوا هذا كمان، ولو أنني وجدت هناك حاجة لتعديل الميثاق لجئت إليكم هنا صراحة وذهبت إلى المؤتمر القومي وطرحت اقتراح تعديل الميثاق. لكن لم يكن ذلك أبداً ببالي ولا في خاطري، ليس هو ما أريد، فأنا أعتقد أن الميثاق خط عريض يستجيب استجابة كاملة لدواعي التطور.

          حين طرحت سياسة الانفتاح الاقتصادي، قالوا أيضاً أنها عدول عن الاشتراكية، ومرة ثانية أنا في غير حاجة إلى أن أتوارى وراء أي شيء.

<8>