إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في ذكرى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر

          فقد اختار الشعب الاشتراكية طريقاً، فضلاً عن إيماني أنا شخصياً أن الاشتراكية حل حتمي. أساس الاشتراكية هو التعبئة للتنمية، بمعنى الكفاية. كما أن أساس الاشتراكية أيضا هو استمرار عملية توزيع فائض التنمية على شكل دخول وخدمات، أي بمعنى العدل، الكفاية والعدل.

          ولست أرى في الانفتاح الاقتصادي أي تعارض مع الاشتراكية، حتى ما لا يقبل التشكيك سوف يحاولون التشكيك فيه، ويجب أن نتوقع دائماً ذلك من أعدائنا.

أيها الأخوة والأخوات
          أمام حضراتكم الآن سوف أتخذ قرارين أقصد بهما أن أفتح الباب لكل فرد في هذا الوطن لكي يدرك أننا أمام مرحلة جديدة يجب أن نعالج فيها كل أمورنا، وأن نفكر فيها في كل مشاكلنا. سوف أطلب إلى وزارة العدل ان تسحب كل قضايا الشباب من أمام المحاكم. لقد أتيحت لي الفرصة خلال الأيام الأخيرة أن أرى أعداداً كبيرة من قيادات الشباب، ولقد تحدثت إليهم وسمعت منهم. وفي الحقيقة فإنني تحدثت وسمعت منذ حضرت احتفال جامعة الإسكندرية في شهر يوليه الماضي

          إنني أعرف ثورة الشباب وأعرف أنها حكم الطبيعة فيه لأنه أداة التجديد المستمر، ولكن كان شاغلي دائماً أن لا تستغل ثورة الشباب وأن لا تنعزل عن المجرى الثوري العام لجماهير الشعب. أنا لم أكن أريد العقوبة وإنما كنت ولا أزال أريد التنبيه. إن حملات التشكيك سوف تخرج لتؤول هذا القرار على غير هدفه.

          إذا تصور أحد أن في هذا القرار مساومة فهو مخطئ، وإذا تصور أحد أن في هذا القرار تراجعاً فهو مخطئ أيضاً. إن القرار صادر عن قناعة أعرفها بمعرفتي للشباب وأعرفها لاتصالي بهم، وما قلته لهم وسمعته منهم أخيراً. ولا أزال مصراً على التنبيه، بأتخذ هذا القرار لكن بأنبه أيضاً.

          الثاني، سوف أصدر قراراً بعودة جميع الصحفيين الذين أبعدوا بقرارات لجنة النظام، وأنتم أعضاء اللجنة المركزية تمثلون السلطة في تنظيمنا السياسي، أرجو أن توافقوني عليه.

          وهنا أيضاً لم أكن أقصد العقوبة، ولكن هنا أيضاً كنت ولا أزال أقصد التنبيه. لم يكن من هدفي ولا هو في طبعي أن أمس إنساناً في عمله أو مهنته أو رزقه. أنتم تعلمون هذا تماماً، ولكني أحسست أن هناك لبساً في فهم الحرية، الممارسة الديمقراطية والضوابط اللي اتكلمت عنها قبل كده، هناك لبس، وهيئ للبعض أنه ممكن يستغل هذا اللبس. إني أريد حرية الصحافة، أريدها في نفس الوقت صحافة ملتزمة، وأريد حرية القلم وفي نفس الوقت أريد عفة والتزام القلم.

<9>