إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، حول حرب اكتوبر
مصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ص 45 - 46"

في مصر وسورية، تؤيدها قوات الشعوب العربية، اول نصر حقيقي للعرب منذ عدة قرون.

          فلأول مرة منذ خمسمائة سنة، تمشي مواكب النصر المصرية في شوارعنا، وترتفع اعلام النصر المصرية في مياديننا. هذه القوات ردت للعرب كبرياءهم، واعادت اليهم ثقتهم في انفسهم، بل استردت لهم احترام شعوب الدنيا كلها.

          وهنا - أيها الاخوة والاخوات - يهمني ان اقدم شكري وشكر بلادي وتقديرنا، لاشقائنا العرب، ملوكا ورؤساء وشعوباً وقوات مسلحة، اشكر الذين حاربوا معنا بأرواحهم وبذلوا الدم مشاركة لنا في معركتنا. واشكر الذين حاربوا معنا بامكاناتهم واضافوا بمواقفهم وتضامنهم، قوة رائعة جديدة للمعركة.

          ونحمد الله، نحمد الله فقد أطلت انوار الفجر الجديد على كل شبر من الارض العربية.

          فجر للعرب والاحرار، بعد ظلام طويل دامس. فجر للانسان العربي الجديد، بعد ليل طويل حالك.

          فجر للارض التي اختارها الله سبحانه وتعالى للهداية والحكمة والرشاد.

          فجر تتدعم فيه قلاع الحرية لتندك فيه كل دعاوى واطماع الاقوياء.

          فجر الحب والبناء. فلا مكان هنا، بعد اليوم، للحقد او الضغينة والبغضاء.

          فجر لا ذل فيه، ولا اذلال، ولا ظلم، ولا طمع، ولا استغلال.

          فجر، السيادة فيه للتحالف العظيم لقوى شعبنا العامل. الارض لاصحابها، والخير كل الخير لمن يزرع الخير ويرعى القيم ويحفظ الوفاء.

          فجر يرفع فيه كل مواطن رأسه في كبرياء، ويحني فيه الحاكم رأسه طاعة للشعب بعد ان اصبحت القيادة للشعب.

          فجر، السلطان فيه للقانون، صيانة لكرامة الافراد، وانصافاً لكل مظلوم، والاولوية فيه للوطن، حباً، وعملا، وتفانياً، واداء.

          فجر للعاملين والمجاهدين. لكل من يبذل قطرة دم او حبة عرق من اجل ان يرفع البناء الى السماء.

          فجر، نعوض فيه، مع اخوة لنا، ما ضاع من العرب من امجاد، ونرد فيه لامتنا العربية بالوحدة والتضامن مكانها العالمي في عالم لم يعد يعترف الا بالاقوياء.

          ولقد عرفنا جيداً ماذا يستطيع ان يفعل العرب باتحاد كلمتهم، وكيف ان الخلاف والصراع بين العرب كان هو دائماً طريقهم الى الهزيمة والبوار.

          "ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك

<2>