إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس محمد أنور السادات، فى مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور، 23 فبراير 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 20"

          قبل ان ابدأ كلمتى اسمحوا لى ان اسجل بكل اعتزاز الموقف الأخوى الشجاع الكريم الذى اتخذه الرئيسان ذو الفقار على بوتو ومجيب الرحمن. اننا كأخوة في الاسلام نعتز بهذا الموقف من الرئيسين ونعتز بأن نسجله لهما ولشعبيهما ولنا نحن جميعا لأنه تم اثناء التقائنا في هذا المكان وعلى هذا المستوى الذى نجتمع عليه.

          لقد أغنانى أخى الرئيس السورى حافظ الأسد عن الحديث بما يجرى في منطقتنا فقد شرحه واوضحه ولكن: أود ان أضيف شيئا واحدا هو اننا عندما اجتمعنا في الرباط عام 69 كنا في ذلك الوقت نعانى التمزق والمرارة ولكننا كنا نعد أنفسنا لمعركة المصير ولقد خاطبت المؤتمر في ذلك الوقت قائلا اننا نعد انفسنا لذلك اليوم وقد جاء ذلك اليوم في العاشر من رمضان وكانت معركة بدأتها القوات المصرية والسورية معا وسيذكر التاريخ بكل فخر واعزاز وستذكرون مع مصر وسوريا كلكم بفخر واعزاز ان التاريخ سيسجل المعركة - معركة العاشر من رمضان - انها كانت من اشرف واروع معارك التاريخ.

          انها ببساطة معركة ثلاثة آلاف دبابة، خلال سبعة عشر يوما فقط من القتال، انها معركة استعادة الحق والكرامة. معركة ضرب الصلف. معركة قبول التحدى، معركة رفض التخلف. معركة يعترف العالم كله اليوم بانها نقطة تحول في تاريخ العالم ولن يعود العالم إلى قبل العاشر من رمضان لا عسكريا ولا اقتصاديا كل شيء لابد ان يتغير. وقد بدأ فعلا هذا التغير فى موازين القوى: الحرب - الاقتصاد - الطاقة - رأس المال. كل هذا لابد أن يعاد تشكيله من جديد. عالم ما بعد العاشر من رمضان التى كما قلت كانت فخرا لنا جميعا ليس لمصر وسوريا فقط. بل لنا جميعا ومن أجل ذلك أريد الآن أن أتحدث عن المستقبل خصوصا وقد وعدتكم بأن تكون كلمتى قصيرة: قبل معركة العاشر من رمضان، اتخذت افريقيا موقفا رائعا فى الاجتماع السنوى في الخامس والعشرين من مايو 73 وفي الجزائر اتخذت دول عدم الانحياز أيضا موقفا رائعا وفى مجلس الأمن أصدر قراره بأغلبية أربعة عشر صوتا ضد صوت واحد هو صوت الولايات المتحدة الأمريكية لصالح قضيتنا. ولقد عزز ذلك من موقف الأمة العربية التى كان موقفها صلبا رائعا قوياً. واليوم وأنا أتحدث عن المستقبل أطرح شيئا واحدا على هذا المؤتمر الكريم والذى هو قمة تجمع اسلامى كبير يمثل ستمائة مليون مسلم هو أن يكون موقفه ليس أقل من الموقف الأفريقى أو موقف دول عدم الانحياز والقرار الذى اتخذ للعرب في مجلس الأمن بأغلبية أربعة عشر صوتا ضد صوت واحد هو صوت الولايات المتحدة الأميريكية. ليست لنا طلبات أخرى إلا ان يكون تأييد ستمائة مليون من المسلمين عاليا مدويا واضحا للعالم كله.

          فقط لى كلمة أخيرة لابد لى أن أقولها وقد اجتمع الأخوان. بوتو ومجيب الرحمن.

          أقول هنا انصافا لموقف باكستان انه منذ تسع عشرة سنة حينما بدأنا التفكير فى المؤتمر الاسلامى واجتمعت مع جلالة الملك فيصل في الرياض عام 1955 وسافرت من الرياض إلى هنا وقابلت المرحوم غلام محمد بدأنا نحن الثلاثة بتشكيل المؤتمر الاسلامي.

          وسارت التطورات بعد ذلك وظلت باكستان إلى هذه اللحظة تقف بجانبنا بكل صلابة وتقف إلى جانب الحق العربى بكل صلابة وثبات وقت إن كانت باكستان الشرقية والغربية.

          وكان الموقف واحدا ومؤيدا لكل قضية اسلامية ومتتبعا بالتأييد وبنجلاديش ظلت على موقفها في باكستان وظلت على موقفها في التأييد لكل قضية عربية.

          واليوم لا أظن أن أحدا يختلف على أن هذا الاعداد الرائع الذى قدمته باكستان للمؤتمر يستحق شكرنا وزاد من عظمة هذا الاجتماع على هذه الأرض اجتماع الأخوين بوتو ومجيب الرحمن.

          وأخيرا فاننا نرجو السعادة والتوفيق لباكستان وبنجلاديش.

وأشكركم.

<1>