إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



رسالة الرئيس أنور السادات، إلى مجلس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية، بمناسبة انعقاده في بغداد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ص 91-92".

رسالة الرئيس انور السادات، رئيس جمهورية مصر
العربية، الى مجلس منظمة تضامن الشعوب الافريقية
والآسيوية، بمناسبة انعقاده في بغداد.

 

القاهرة، 24/ 3/ 1974

(الاهرام، القاهرة، 25/ 3/ 1974)

          باسمي، وباسم شعب جمهورية مصرالعربية، أتقدم اليكم بأطيب تمنياتي باجتماع مثمر ناجح تحققون فيه آمال شعوبكم في الحرية والرخاء والعدالة والسلام.

          ان اجتماعكم يجيء في مرحلة تحول حاسمة في تاريخ البشرية، يشهد فيها العالم تزايد انتصارات الشعوب على كل قوى البغي والعدوان من اجل تحقيق الاستقلال، ومن اجل بناء المجتمع العصري وتحقيق التقدم والمساهمة في إرساء قواعد السلام العادل الذي يهيئ للبشر جميعاً حياة آمنة كريمة يتوفر فيها الامن والعدل والرخاء للانسانية كلها.

          ان الانتصار الذي حققناه في اكتوبر [تشرين الاول]، والذي مكن المواطن العربي من استعادة ثقته بنفسه، وأثبت للعالم ان العرب قادرون على ان يستوعبوا أحدث فنون القتال، لم يكن مجرد انتصار عسكري في ميدان القتال وحده بل في الوحدة بين الشعوب العربية وفي التضامن بين الشعوب الافريقية والآسيوية الذي تجلى في أروع صوره.

          لقد استطعنا، بفضل التعاون الوثيق الذي لقيناه منكم أيها الاصدقاء، ولا سيما من اخواننا الافريقيين، والذي كان له دور كبير في دعم قضية كفاحنا العربي، ان نفرض طلبنا المشروع في تحقيق السلام العادل لتحرير الارض العربية وانسحاب القوات الاسرائيلية المعتدية من كل الاراضي العربية المغتصبة، واقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

          اننا، ونحن نتقدم من اجل إقرار السلام، ومن اجل بناء المجتمع العصري، مجتمع الكفاية والعدل القائم على العلم والايمان، نؤكد التزامنا بمبادئ لا نحيد عنها، وهي اننا لا نقبل حلا منفرداً ولا نتنازل عن شبر ارض ولا نفرط في حقوق شعب فلسطين.

          اننا نبسط يدينا بالسلام والتعمير وبالمساهمة في رخاء البشرية كلها في الوقت الذي يقف الجيش المصري على أهبة الاستعداد حتى يتم انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية، وحتى نحقق كل مطالبنا العادلة المشروعة.

          احييكم ايها الاخوة، وأتمنى لكم التوفيق في عملكم، واؤكد لكم مرة اخرى ان معركتنا واحدة، معركة الحرية والاستقلال والعدالة، معركة اثراء الحضارة الانسانية واقرار السلام العالمي.

<1>