إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) البرنامج العام للدولة الذي قدمه الرئيس أنور السادات، إلى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب، "ورقة أكتوبر" 18 أبريل 1974
المصدر: "خطب وأحاديث وبيانات، الرئيس محمد أنور السادات، والاتحاد االاشتراكي العربي، اللجنة المركزية، يوليه 1973 - يوليه 1974، ص 227 -253"

          2 - القومية العربية:

          ان شعبنا يؤمن بانتمائه العميق للأمة العربية. وهو يعرف ان قدره التاريخى هو أن يتحمل العبء الأكبر كلما تعرض الوطن العربى الكبير لغزوة غاشمة.

          كان ذلك هو دور مصر في مواجهة التتار..

          وكان دورها فى مواجهة الحملات الصليبية..

          وهو دورها فى مواجهة الغزوة الصهيونية، كما سبق أن أوضحت..

          ولكن الانصاف يقتضى ان نؤكد ان الشعور القومى العربى قد ادى دورا أساسيا في حرب أكتوبر. فعلى راس عوامل النصر فيها نجاحنا فى قتال اسرائيل على جبهتين.

          واننى لانتهز هذه الفرصة لأحيى مرة اخرى اخى الرئيس حافظ الأسد الذى كان له شجاعة مشاركتي فى اتخاذ القرار، وأحيى القوات المسلحة السورية الباسلة والشعب السورى البطل.

          كما ان التفاف الدول العربية حول دول المواجهة وما قدمته من تأييد معنوى ومادى واستخدامها لسلاح البترول، كل ذلك أسهم بلا شك فى تحقيق النصر.

          ان الملوك والرؤساء العرب ومن خلفهم شعوبهم الشقيقة كانوا لنا فى المعركة سندا وأن التحية لجهودهم واجبة، وربما كان من أهم نتائج حرب أكتوبر خروج القومية العربية من حيز الشعار الى حيز العمل المحدد الملموس.

          لقد رفعت حرب أكتوبر من شأن العرب جميعا واصبح العالم كله يعترف بالوجود العربى وبدور العرب ويعمل على كسب ودهم.

          3 - منجزات ثورة يوليو:

          ان شعبنا من ناحية اخرى قدر ظروف حياته منذ يوليو 1952، وعلى مدى الاثنين والعشرين عاما الماضية. ولست هنا فى مقام شرح منجزات الثورة، فقد سبق ان عرضتها في تفصيل هذا المؤتمر القومى للاتحاد الاشتراكى العربى بمناسبة ذكراها العشرين.

          وقد طلبت أكثر من مرة أن يكون هذا العرض موضع دراسة ولا سيما من الشباب الذين لم يعيشوا فترة ما قبل الثورة، حتى يقدروا الأبعاد الحقيقية لما انجزته. كما أننى لا أريد اغفال سلبيات التجربة، بل سأعود للحديث عنها. وانما ما اريد أن اؤكده هو ان التقييم الموضوعى لما حدث يفضى الى نتيجة لا يمكن ان ينازع فيها منصف..

          وهى أن المحصلة النهائية كانت ايجايبة الى حدود بعيدة وعميقة..

          وأريد أن اشير هنا الى بعض الجوانب التى كان لها الارتباط المباشر بمعارك اكتوبر.

          لقد حقق شعبنا فى ظل ثورة يوليو التحرر الوطنى، ليس فقط بطرد الاحتلال البريطانى، ولكن بتحرير الادارة الوطنية من كل مناطق النفوذ..

          عرف شعبنا معنى مصر المستقلة بعد اكتوبر من سبعين عاما من الاحتلال.

          واكتسبنا بأغلى الأثمان حرية تحديد علاقاتنا الخارجية وفقا لمصلحتنا الوطنية، وحرية اتخاذ القرار فى كل ما يمس شئوننا، وفي المقدمة قرار القتال ذاته.. وكان ثمرة هذا الاستقلال ان نجحنا فى كسب صداقات ذات وزن، وأن نحيط مصر بها لة من التعاطف والمودة والتقدير..

          ووجدت مصر مكانها الطبيعى بين أخواتها الدول الأفريقية التي وقفت بجانبنا وقطعت علاقاتها باسرائيل..

          وتولت مصر دورا طليعيا فى حركة عدم الانحياز وحظيت بتأييدها ومدت يد التفاهم والتعاون الى كل الدول التي كانت تستضعفنا ثم صارت على ضوء الواقع الجديد تبدى الرغبة فى التعامل الشريف معنا.

<3>