إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) البرنامج العام للدولة الذي قدمه الرئيس أنور السادات، إلى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب، "ورقة أكتوبر" 18 أبريل 1974
المصدر: "خطب وأحاديث وبيانات، الرئيس محمد أنور السادات، والاتحاد االاشتراكي العربي، اللجنة المركزية، يوليه 1973 - يوليه 1974، ص 227 -253"

ان النضال من أجل حرية الأرادة الوطنية لا ينتهى بخروج المحتل، ولكنه ممارسة يومية مضنية ومكلفة، وأن كانت ثمارها فى المدى الطويل اعظم بكثير مما يتوهم البعض كسبه من أى تبعية..

كما حقق شعبنا فى ظل الثورة التحرر الإجتماعى..

وربما كان من اعظم منجزات الثورة ان تمت التحولات الاجتماعية الاساسية على اساس سلمى..

ومهما يكن من شأن الأخطاء التي وقعت في التطبيق، فانها تهون بلا شك متى ادركنا ان الثورة بتلك الاجراءات قد أنقذت البلاد من الصدام الطبقى العنيف الذى شهدته وتشهده بلاد كثيرة بل اننى لا أغالى اذا قلت ان الثورة انقذت البلاد من الحرب الأهلية..

لقد رد التحرر الإجتماعى الجماهير المصرية العريضة من فلاحين وعمال معنى الكرامة، ولم يكن المقاتل المصرى يحارب من أجل ارض الآباء والأجداد فحسب، ولكن من أجل مجتمع الكفاية والعدل، ما تحقق منه وما يؤمل في تحقيقه.

كذلك لابد من التأكيد على الدور الذى لعبته التنمية الاقتصادية والاجتماعية فهو دور اساسي في حرب اكتوبر.

فلقد زودت القاعدة الصناعية والانتاج الزراعى والاطار الواسع للخدمات الاجتماعية قواتنا المسلحة بالكثير مما كانت فى حاجة اليه، ولقد لعب القطاع العام الدور الرئيسى في تحقيق الصمود الاقتصادى فى الفترة التى تلت الهزيمة وفي الاعداد للمعركة بانتاجه وبفوائضه المالية وبرجاله من مديرين وفنيين. وعمال تفانوا في العمل من أجل الوفاء باحتياجات الشعب والقوات المسلحة واستمرار التنمية رغم عبء المجهود الحربى.

وفى مجال التنمية الاجتماعية يهمنى ان اشير الى التوسع الكبير فى التعليم الذى جعل من الممكن ان نوفر للقوات المسلحة العدد الكبير من الجنود المؤهلين القادرين على التعامل مع الأسلحة الحديثة، دون ان تتوقف عجلة الانتاج في اى مصنع أو مرفق..

كما يهمنى أن أشير الى تحرير المرأة الذى جعلها بحق شريكا فى النضال التحررى، شاركت فى الانتاج وفى اداء الخدمات، وتولت بشرف رعاية المقاتلين ولا سيما الجرحى وأسر الشهداء.

4 - حركة التصحيح في مايو 1971:

ان حركة التصحيح التي بدأت في مايو 1971، وأن كانت قد عجلت بها مؤامرات بعض مراكز القوى، الا انها كانت في جوهرها امرا ضروريا، حتى نضع شعبنا فى الوضع الأكثر ملاءمة لتحمل اعباء المعركة والمساهمة فى احراز النصر.

فقد كشفت هزيمة يونيو 1967 عن سلبيات كثيرة فى حياتنا، كانت تشوه وجه تجربتنا الثورية الناصع..

ومنذ أفاق الشعب من صدمة النكسة، فلقد بدأ يطالب بالتغيير والتصحيح في الكثير من مجالات حياته، وكانت الرغبة الشعبية العارمة من أجل التصحيح تقاوم من بعض مراكز القوى، التى كان من الصعب عليها ان تتخلى عن سلطاتها، أو تغير أساليبها فى العمل، أو أن تتقبل العلاقات الجديدة التى يطالب بها الشعب بين الحاكم والمحكوم..

وبرغم اننا كنا نعيش في ظل ظروف النكسة، بما تمليه علينا من اعتبارات، وما تضعه على حركتنا من قيود..

وبرغم ان شاغلنا الأول كان الاستعداد لمواجهة عسكرية جديدة مع عدو يحتل ارضنا ويتربص بنا ولا يكف عن تهديدنا فى قلب بلادنا.. الا اننى وجدت انه لا بد من اتخاذ الموقف الحاسم الذى يلبى هذه الرغبة العميقة لدى الشعب، واثقا من فطرة جماهيرنا السليمة، ومن التفاف الشعب حول قيادته خلال معركة المصير.

<4>