إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في عيد العمال ، 1 مايو  1974
المصدر :" قال الرئيس السادات ، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية ، ص 124-131"

البناء التى لا تقل أهمية عن معركة التحرير. وان أمضى سلاح لانجاز المهمات الكبرى الواردة فيها هو أن تشترك كل طاقاتنا البشرية فى هذه المهمة.

         مرة أخرى أقول لكم: اننى أتوقع منكم أنتم العمال بالذات ان تدرسوها وتناقشوها بامعان... أنكم أول من يفهم معنى البناء، والبناء ينطوى دائما على اختيار أن رب الأسرة يعرف جيدا ان عليه ان يوازن فى توزيع دخله مراعيا الحاجات المختلفة ليومه وغده ، والقيادة المسئولة النابعة من الشعب عليها أن تواجه دائما هذا الاختيار ..

         ان كل فئات الشعب قد تحملت قسطها من أعباء المعركة راضية ، ولا شك انه من حقهم جميعا ان يتطلعوا الى حياة أحسن بعد كل ما تحملوه ، ولم يكن غائبا عن ذهنى ابدا ان كل فئة لها مطالب، كذلك لم يكن صعبا ان نتخذ مثلا قرارات تيسر على المواطنين الكثير فى مشاكل حياتهم اليومية، ولكننى أحب أن أسجل أولا أننا بالفعل نساهم بالكثير حتى نحمى جماهير شعبنا الى أقصى درجة ممكنة من موجة ارتفاع الأسعار العالمية الرهيب مثلا ان الدولة تدفع 150 مليون جنيه لكى يظل ثمن الرغيف خمسة مليمات رغم ان تكاليف رغيف العيشى الحقيقية 22 مليما، وتدفع سبعة ملايين جنيه ليظل ثمن تذكرة المواصلات ثابت فى الوقت اللى ارتفع فيه ثمن ، الاتوبيس " من 5000 جنيه الى 20.000 جنيه، ثم انكم انتم العمال بالذات تعلمون أكثر من غيركم ان التنمية اى الاستثمار فى أعمال إنتاجية جديدة هو الحل الأساسى لمشاكل الجماهير لأنها هى التى تزيد الانتاج وتوقر فرص العمل. وقبل ذلك لا يجب أن ننسى أن إعادة البناء بعد الحرب دائما أمر باهظ التكاليف، وان لكم أخوة مواطنون دمرت مدنهم وبيوتهم ومتاجرهم وانقطعت أرزاقهم ورحلوا الى أماكن أخرى، وان لهؤلاء فى أعناقنا أمانة هى أن نعيدهم الى مدنهم وقراهم وبيوتهم ونعيد اليهم الحياة الطبيعية التى ظلوا محرومين منها طوال سبع سنوات..

         لهذا كله لست أشك لحظة واحدة فى أنكم سوف تدركون أن هناك أولويات وأن حسن ترتيب هذه الأولويات يشمل فئات الشعب العامل كله. لقد فعلت هذا كل الأمم التى تعرضت لما تعرضنا له. لقد رفضت أن تنفق ما لديها على استهلاك الساعة ثم تشقى بعد ذلك. وأثرت أن توازن بين التوقير الضرورى وبين العمل البناء أساسا للرخاء المستمر فلم تلبث أن حققت هذا الرخاء..

الثمار الأولى للنصر

         ومع هذا كله فانه يسعدنى أن تكون أول اجراءات اتخذتها الوزارة الجديدة اجراءات تعبر عن آمال الطبقات الكادحة وأن تقطف هذه الطبقات الثمار الأولى للنصر.. لقد اتخذنا بالفعل القرارات التالية:

  • اولا- رفع الحد الأدنى للأجور من 9 جنيهات الى 12 جنيها، ويتكلف هذا القرار1/2 5 مليون جنيه، وتستفيد منه 300.000 أسرة.
  • ثانيا- رفع حد الاعفاء من الضرائب من 250 جنيها الى 360 جنيها للمتزوج الذى يعول أولاد ..أى لن يتحمل ضرائب من يقل دخله من هذه الفئة عن 30 جنيها شهريا.
  • ثالثا- رفع حد الاعفاء من الضرائب من 150 جنيها الى 240 جنيها للأعزب ، ومن 250 جنيها الى 360 جنيها للمتزوج ولديه أولاد وستتكلف هذه الاعفاءات 10 ملايين جنيه.
  • رابعا- رفع الحدود الدنيا لأصحاب المعاشات من 360 قرشا الى ستة جنيهات .أى بواقع 67 %وسيتكلف هذا مليون جنيه ونصف.
  • خامسا- صرف 50% من أرباح العاملين فى القطاع العام عن ميزانية 1973 فورا ودون انتظار دراسة الميزانيات وعرضها على الجمعيات العمومية.
  • سادسا- مضاعفة المبالغ المخصصة لمجالس الخدمات ومنها هنا حلوان من 3 ملايين الى 6 ملايين جنيه بهدف رفع مستوى الخدمات الاجتماعية للعمال.
  • سابعا- تأجيل أقساط السلف الخاصة بالعاملين من البنوك لمدة سنة أو مدها الى سنتين حسب اختيار المدين.
  • ثامنا- مضاعفة المبالغ المخصصة لتطبيق نظام الاستبدال على كافة العاملين فى القطاع العام والقطاع الخاص، وذلك بتطبيق نظام الاقراض عن طريق بنك ناصر (الاستبدال يعنى اللى طالبتم بيه) فى حدود 10 أمثال المعاش وعلى آجال تصل الى 10 سنوات.

         لقد راعينا فى هذه القرارات ان يستفيد أكبر عدد من أفراد الشعب وعلى الأخص الطبقات الكادحة ومحدودى الدخل.

         نرفع الحد الأدنى للأجور لصغار العاملين يأخذ العمال حقوقهم فى الأرباح وفى الخدمات الاجتماعية. نزيح عن ذوى الدخل المحدود جزء كبير من الأعباء الضريبية ونرفع الحدود الدنيا لذوى المعاشات الصغيرة ومن يتبعهم من مستحقين. ونخفف أعباء العاملين الذين زاد عليهم عبء الاقتراض ونيسر للراغبين فى مواجهة أعباء مالية عن طريق الاستبدال.

الانتاج هو مصدر الدخل

         لقد قلنا دائما أن الانتاج هو مصدر الدخل، وليس من الأمانة ان نسمح بزيادة الدخول النقدية عما هو متاح فعلا من سلع وخدمات، إذ ليس من العدل بل انه من العبث ان نعطى باليد اليمنى ما سوف تسلبه اليد اليسرى نتيجة لارتفاع الأسعار.. وهى النتيجة الحتمية لتضخيم القوى الشرائية اذا لم يصحبها زيادة فى ما يمكن ان تنتجه مصانعنا ومزارعنا.

         بمعنى آخر أريد منكم ان تواجهوا الواقع معى وان نطالب أنفسنا بزيادة انتاجنا قبل أن تزداد دخولنا. ان لدينا طاقات معطلة

<6>