إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في عيد العمال ، 1 مايو  1974
المصدر :" قال الرئيس السادات ، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية ، ص 124-131"

يضيع علينا من انتاجها ما يعادل 60 مليون جنيه سنويا أى حوالى 90 جنيها لكل عائلة مكونة من5 افراد نحن جميعا أولى بهذا الانتاج وبهذا الدخل. ماذا يتطلبه توفير هذا الدخل وتحقيق الاستخدام الكامل لطاقاتنا الانتاجية؟

الانتاج الاقتصادى حقق زيادة مواردنا

         لقد ساعدتنا سياسة الانفتاح الاقتصادى على زيادة مواردنا الحقيقية بسرعة أكثر، وأستطعنا رفع مواردنا الذاتية بأستقطاب موارد عربية وأجنبية، وكان أمامنا بديلان : اما أن نستخدم هذه الموارد فى شراء مزيد من القمح والدجاج المثلج واللحوم المستوردة  والمزيد من الزيت والسكر والشاى نستمتع بها لحظات ثم تختفى الموارد ولا يتخلف عنها الا عبئها، أو أن نستخدم الجزء الأكبر من هذه الموارد فى استيراد احتياجات المصانع من قطع الغيار وخامات ومعدات أولية واحتياجات المزارع من أسمدة ومبيدات حتى يتسنى لطاقاتنا الذاتية بعد وقت انتاح ما نحتاجه من مزيد من القمح واللحوم والدواجن والسكر وغيرها من السلع..

         لا  أنكر عليكم- وأنا مؤمن أيمانا تاما بأنكم تشاركوننى الرأى- اننى اخترت البديل الثانى.. اخترت التصميم على أن لا تبقى طاقتنا عاطلة.. أخترت العزم على أن أرفع مستوى استهلاك الجماهير العريضة رفعا يؤازره انتاج محلى نضمن استمراره عاما بعد عام بدلا من الرفع المؤقت السهل عن طريق استخدام الموارد باستيراد سلع استهلاكية مرة واحدة ثم لا نستطيع تكراره.

         ان لدينا الآن طبقة عاملة ناضجة خاضت تجربة التنمية وأدركت قيمة إقامة وسائل الانتاج. وهى فى طليعة من يفهمون معنى هذا الاختيار، ومهما جاء الانفتاح بالمال فعلى سواعد هذه الطبقة العاملة سوف يقوم البناء..

ورقة اكتوبر ترسم استراتيجية شاملة للتنمية

أيها الأخوة والأخوات:

         ان ورقة اكتوبر فيها الكثير مما يهمكم كعمال بالذات فضلا عما ترسمه من استراتيجية شاملة للتنمية يهمكم كذلك كجزء من القاعدة العريضة لهذا الشعب الذى نريد ان نوفر لها المزيد دائما من الكفاية والعدل. ولكننى أريد منكم ان تهتموا كذلك بما يجب ان يهمكم كمواطنين. حيث تتحدث الورقة عن المبادىء العامة التى تنطلق منها والتى يجب ان تكون اطارا للوحدة الوطنية من جهة ولحركة كل قوى الشعب العامل من جهة أخرى. ان لدينا الآن دستور دائم ينص على الدعائم الأساسية لمجتمعنا، ولدينا مؤسسات دستورية وحكومية وشعبية لها أدوارها المرسومة. ومن خلال هذا الدستور وهذه المؤسسات نمارس جميعا حقوقنا السياسية والاجتماعية فى ديمقراطية ناضجة هى سمة المجتمع الذى وصل عبر نضاله الوطنى الى مرحلة الاستقرار. وعرف ان التطور والتغيير لهما وسائلهما الجديدة بعراقة هذا الشعب وكفاحه..

         وقد قلت فى ورقة اكتوبر ان من أبرز علامات هذه المرحلة ما أخذته على نفسى منذ البداية من التخلص من الاجراءات الاستثنائية وقد صارت مبادئنا المستقرة كفيلة بحماية نفسها، وقلت اننى أغلقت المعتقلات بعد 40 سنة ظلت فيها خلال شتى الظروف، بل قلت ان الشعب لا يجب أن يسمح بفتحها بعد ذلك أبدا..

العلم والايمان سلاحنا فى هذا العصر

         حتى تلك المحاولة الصبيانية التى جرت فى المدرسة الفنية العسكرية لم أشأ أن أحيلها الى أى جهة عسكرية بل وافقنى القائد العام بترحيب بالغ على ان يتسلمها النائب العام، ورغم تفاهة تلك المحاولة الا اننى أحب أن أقول بشأنها كلمة سريعة: لقد رفعت من أول يوم مارست فيه مسئوليتى كرئيس للجمهورية شعار " العلم والايمان" اعتقادا بأن العلم هو سلاحنا الذى لا نستطيع بغيره ان ندخل العصر أو أن نبنى مجتمع الرخاء والعدل" وان الايمان هو مصدر الطاقة الهائلة التى يمتلكها هذا الشعب الأصيل. كما أنه مصدر الهداية له على طريقه  الملىء بالصعاب والتحديات.. والايمان الذى أعرفه ويعرفه هذا الشعب العريق هو الايمان بالله وكتبه ورسله.. الايمان الذى يقيم الحق والعدل والخير والسلام.. الايمان السمح الذى يبنى به الناس ولا يهدمون ويجمعون ولا يفرقون.. الايمان الذى يرفع الوية الحب والاطمئنان لا الوية الحقد والتزمت والبغضاء..

         لذلك كان علينا ونحن نرفع شعار الايمان ان نربى أجيالنا الشابة عليه وعلى قيمة الحقيقية. وان نحذر كل الحذر من محاولاته استغلال هذا الايمان أو الانحراف به الانحراف الذى يدمر جوهره ويطمس نوره ويشوه جماله وجلاله..

مثال مؤسف !!

         هذه المحاولة الصبيانية مثال مؤسف لما يمكن ان تنتهى اليه عمليات الانحراف فى شرح جوهر الدين وحقيقة علاقته بالحياة، وهذا يوضح ضخامة المسئولية الملقاة على رجال الدين وأجهزة التربية والاعلام الدينى ووسائل التفتيش العام وهى تباشر دورها فى تعريف أجيالنا فى دينها وفى إضاءة حياتها بقيمه الانسانية الرفيعة..

         اننى أعرف أن كل مجتمع فى كل زمان ومكان يعرف مثل هذه الظواهر المرضية بين فئات هامشية من الأفراد فئات لعلها تحتاج الى العلاج قبل العقاب أما الذين يعرضون الدين على الشباب عرضا مشوها عن عمد وسوء نيه فواجبنا جميعا أن نكشف تآمرهم وان نردهم الى جحورهم مهما رفعوا من شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب!!

<7>