إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



رسالة الرئيس أنور السادات، إلى مؤتمر القمة الأفريقى بالصومال، 14 يونيه 1974
المصدر: " قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس
الجمهورية، ص 192".

          يسعدنى وأنتم فى مستهل اجتماعكم فى الصومال الشقيق أن أبعث بتحية إعزاز وأن أعبر عن تأييدنا الكامل لجهودكم وتجاوبنا الصادق مع ارائكم ومقرراتكم التى تعكس بالضرورة أيماننا المشترك بأفريقيا وعملنا الدائب فى رفعة شأنها وتقدم ورخاء شعوبها وتمتعها بسلام دائم فى اطار من الحرية الحقة والتعاون البناء والمسيرة الواحدة نحو المستقبل الأفضل.

          إن المرحلة التى تمر بها قارتنا وينعقد خلالها مؤتمرنا هذا تمثل مرحلة من أدق مراحل كفاحنا. ففى الوقت الذى أثمرت به جهود أفريقيا وابنائها المناضلين فى مواجهة الاستعمار الاجنبى والذى تتقدم فيه شعوبنا الرازحة تحت نيره نحو التحرر والاستقلال نجد أن أخوة لنا ما زالوا يعانون من شرور التفرقة العنصرية فى جنوب أفريقيا وزيمبابوى وما زال شعبنا فى مصر يكافح فى سبيل تحرير أراضيه. أن هذا النضال العظيم فى شمال القارة وجنوبها من أجل نفس الأهداف لهو تأكيد للمصير الواحد.

          وإن ما حدث ويحدث الآن فى غينيا بيساو والرأس الاخضر وانجولا وموزمبيق ومعه المعركة المستمرة للشعب المصرى التى هى جزء لا يتجزأ من النضال الافريقى لدليل قاطع على أن معركتنا شاملة مترابطة وأن تحرر أفريقيا من كافة رواسب الماضى ومعوقاته  هو أمر آت لا ريب فيه

          - ان وقفة افريقيا العظيمة وقادتها الحكماء وشعوبها الشقيقة الى جانب مصر فى كفاحها العادل المشروع من أجل تحرير الارض العربية وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى تمثل موقفا مبدئيا يتفق مع القانون والعدل والشرائع التى ارتضيناها حكما للعلاقات بين الدول وهى وقفة سيظل الشعب المصرى والأمة العربية كلها يذكرانها بالتقدير والعرفان والوفاء.

          وأن شعب مصر الذى أعطته افريقيا دعمها وتأييدها المخلص لا يملك فى هذه المرحلة الدقيقة من نضاله الا أن يؤكد مرة أخرى أن استمرار هذا التأييد وتلك السياسة الرشيدة يشكل ضمانا رئيسيا ودعما له فى معركته المستمرة لاسترجاع أرضه بل أن شعبنا ليؤكد بكل صدق أن هذه الوقفة الواحدة المتماسكة فى مواجهة تحديات التوسع وأطماع الاستغلال هى حجر الزاوية فى كفاح افريقيا لتحرير كل أراضيها وضمان حرية شعوبها وحقها فى تقرير مصيرها.

          ولعل أجمل تجسيد لايماننا العميق بحق الشعوب فى تقرير مصيرها هو أننا دعونا لحضور هذا المؤتمر ممثلى الشعب الفلسطينى البطل الذى أرادت قوى العنصرية والعدوان ان تذكر عليه الحق فى الوجود والكيان السياسى مثل باقى الشعوب.

          إن ايماننا بالترابط الوثيق بين التحرر السياسى والاقتصادى قد أدى الى تنشيط الجهود والمطالبة الفعالة فى نطاق الامم المتحدة وخارجها بضرورة ارساء أسس جديدة وعادلة للتعاون الدولى مما يكفل للدولة النامية الحق المشروع فى ثرواتها ويؤكد سيادتها الحقيقية على مواردها وخيراتها.

          ان التعاون البناء والانطلاق المشترك نحو أفاق التقدم والتنمية لضرورة لحماية وتأكيد الاستقلال السياسى. ومصر على استعداد للقيام بدورها وتحمل مسئولياتها كاملة فى هذا المجال.

          إن الصعوبات الاقتصادية التى تواجهنا جميعا فى طريقنا نحو التقدم تلقى منى ومن أخوتى العرب كل تفهم وتقدير، كما أننى أومن بأن التضامن العربى الأفريقى هو ركيزة أساسية لنضال شعوبنا وتدعيم له.

          السيد الرئيس.. أيها الأخوة الاعزاء..

          لقد كانت هذه الخواطر كلها فى تفكيرى على الدوام للتشاور معكم فيها ولتبادل الرأى حولها فى لقاءاتى بكم ومراسلاتى معكم، كما انها كانت وما تزال محل اهتمامنا فى ساحة تجمعنا فى منظمة الوحدة الافريقية التى تحييها إرادتنا وتدعمها نجاحاتنا وتغذيها انتصاراتنا ويضمن تطورها الايحابى شعورنا الأصيل بضرورة تحركنا داخل اطار من الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية الشاملة .

          - إن كثيرا من الأخوة قد بذلوا مجهودات متصلة من أجل ترسيخ قرارات المنظمة وارساء أسس عملنا المشترك فاليهم جميعا نتوجه بالتحية والتقدير واسمحوا لى أن أخص بالذكر الاخ العزيز الجنرال يعقوب جوون الذى تحمل أعباء الرئاسة فى الفترة الماضية فأظهر حكمة لا تجارى ونشاطا لايكل ووعيا نستطيع أن نفاخر به فى كل مكان.

          إن قلوبنا معكم وآمال جماهيرنا معلقة على عملكم والله يوفقكم ويرعاكم.


<1>