إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

أيها الإخوة

        بهذا يستطيع القائد وتستطيع القيادة اتخاذ القرار، والمسئولية في هذا تكبر وتزايد بطبيعة الحرب الشاملة.

        إن الحرب الشاملة ليست جيشا يقابل جيشا آخر، وليست جبهة قتال تواجه جبهة أخرى. الحرب الشاملة حرب فى كل مكان. والسلاح في الحرب الشاملة لا يقتصر على المدفع والبندقية والغواصة والطائرة وغير هذا، ولكنه يمتد أيضا إلى الآلة في المصنع، والى المحراث في الحقل، والى السلوك الإنساني نفسه، بل والى المشاعر الداخلية في كل بيت. هي حرب الوطن كله، هي حرب الشعب كله. وبالتالي فإن التعرض للخطر في كل مكان، والتعرض للخطر موجه لكل إنسان. لهذا فإن الأمر النهائي يبقى في يد الشعب، لأن الأرض أرضه والحرية حريته والإرادة إرادته والقتال قتاله، والنصر بإذن الله انتصاره.

        لهذا- أيها الأخوة، جئت إليكم لكي أسمع، ولكي أحس ولكي أتزود بالطاقة والأمل. في نفس الوقت أريد أن تكونوا على بينة بكل ما حدث، وهنا كما عودنا جمال فالشعب هو صاحب المسئولية، الشعب هو القائد. ولابد أن نضع الحقائق كاملة أمام الشعب.

        في هذا البلد، في طنطا، وفي سنة 1969، شرفني جمال بأن آتي إليكم وبأن أشرح لكم مرحلة سنة 1970. أهداف العدو وأهدافنا، خطة العدو وخطتنا. والتقينا هنا في طنطا مع قيادات الوجه البحري كله، وتحدثنا في تلك الأيام، وحدث ما توقعناه في عام 1970. حاول العدو الإسرائيلي ومن ورائه أمريكا، حاولوا أن يجعلوا من الستة شهور الأولى لسنة 70، سنة الانتصار بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لأمريكا في حسم المعركة عن طريق تفوق الطيران، وكلنا نذكر معركة الطيران. وكلنا نذكر الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس جمال في أواخر 69 وحضره كل السياسيين والعسكريين، وانتهى إلى أن عدونا سيحاول عن طريق تفوقه في الطيران أن يضرب الجبهة الداخلية.

        ولم يمر وقت طويل. ففي 25 ديسمبر 1969، والرئيس في الرباط بالمغرب، لم تنتظر إسرائيل بداية 1970 وبدأت تهاجمنا بسلاح الطيران، وبدأوا يهاجموننا بـ 264 طيارة في هذا اليوم 25 ديسمبر، من 8 صباحا إلى 4.30 حتى المغرب، بينما في يونيه 67 أيام العدوان استخدموا 220 طيارة.

        في 25 ديسمبر ألقوا آلاف الأطنان من القنابل في مواقعنا في القنال، بهدف إظهار تفوقهم في الجو حتى يكسروا الروح المعنوية لقواتنا على خط القتال، تمهيدا للانتقال إلى الجبهة الداخلية، إلى الشعب بعد ما يكسرون الجبهة العسكرية.

<2>