إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

        لقد بنوا خطتهم على كلمة لم يخفوها. ففي 31 ديسمبر عام 69 وقف رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف ليقول إن إسرائيل في حرب 67 استطاعت أن تحطم القوة العسكرية للجيوش العربية، ولكنها لم تستطع أن تحقق أهدافها.

        لماذا لم تحقق إسرائيل أهدافها؟ إن الشعب هو الذي قاوم وقام يومي 9 و10 يونيه، وقال الشعب لنستمر. وفرض على جمال أن يبقى في مكانه لقيادة المعركة.

        وفي عام 70 قال بارليف انه لابد من ضرب مقاومة الشعوب العربية من الداخل لتحقيق الأهداف السياسية لإسرائيل، وقد رد عليه الرئيس جمال رحمه الله في ذلك الوقت باستاد الخرطوم أثناء احتفالات عيد استقلال السودان في أول يناير 70.

        مع بداية 70 بدأت معركة الطيران تأخذ شكلا ثانيا، وأنا أذكر في ذلك اليوم 25 ديسمبر أن أبناءنا على الجبهة كتبوا أروع وأمجد آيات البطولة، ثماني ساعات ونصف وقواتنا تحت الغارات، 264 طيارة تناوب الضرب علينا ولم يترك أحد موقعه.

        بل الأكثر من هذا إنه عندما انتهت الغارات وبلغوني، حيث كان الرئيس في الرباط، أعطيت أمرا إلى بطاريات الصواريخ لتغيير أماكنها، حيث كانت هناك أطنان من القنابل الزمنية التي لم يبطل مفعولها بعد مازالت مرماة حولها .

        وقبل ظهور أول ضوء ليوم 26 ديسمبر كانت جميع بطاريات الصواريخ قد تغيرت أماكنها، وبذل أبناؤنا جهدا فوق طاقة البشر، وكتب أبناؤنا صفحات بطولة. وسيأتي اليوم الذي سنتحدث فيه عن ذلك بالتفصيل.

        ولما عاد الرئيس جمال وبدأت المعركة تأخذ شكلا آخر، وتركوا الخط الأول وبدأوا على الخط الثاني، التل الكبير، أنشاص، وادي حوف، وحلوان. وأثاروا دعايات بأنهم ضربوا على بعد خمسة كيلو مترات من القاهرة وعشرة كيلو مترات من القاهرة، وأثاروا حربا نفسية بادعائهم أن سماء مصر أصبحت مفتوحة، ومعناها أيها المصريون أريحوا أنفسكم.

        ولما لم يجدوا نتيجة للضرب على الخط الأول وعلى الخط الثاني، كما رأى المراسلون الأجانب بأنفسهم، دخلوا المرحلة الثالثة على مصنع أبو زعبل، وكان المقصود من ذلك اختيار منشأة مدنية فيها تجمع كبير بقصد إحداث خسائر كبيرة لجعل الروح المعنوية في الشعب تهتز لنيأس، كما تصور بارليف، ومن ثم يمكن أن يحققوا النصر بعد ذلك.

<3>