إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

      انهم عندما ضربوا مصنع أبو زعبل كان مفروضا أن تتأخر الضربة لمدة خمس دقائق انتظارا لقطار غيار وردية العمال، وكانوا يهدفون بذلك إلى قتل 800 من عمال المصنع بدلا من 80. وقد انقلب العالم كله عليهم، وبدلا من أن يخاف شعبنا ازداد صلابة وإيمانا وكراهية للذين يوردون الطائرات والطيارين والقنابل وهي من صنع أمريكا.

      ولقد ازددنا عناداً وازددنا كراهية وتمسكاً بمعركتنا. وقال الرئيس جمال رحمه الله، إن أبو زعبل مقدمة لشيء أبعد في الستة أشهر القادمة. وبالرغم من أنه كان مصابا بالأنفلونزا، وكانت درجة الحرارة في موسكو 20 درجة أو 25 درجة تحت الصفر، فإنه سافر إلى موسكو في 22 يناير في رحلته السرية.

      وسيأتي اليوم الذي أضع فيه أمامكم تاريخ هذه الرحلة والأيام الخمسة التي قضاها هناك لأنها ملك للشعب.

      وفي اليوم الذي وصل فيه الرئيس جمال إلى موسكو وقع الضرب في شدوان، وضرب أبناؤنا في البحرية والجيش والطيران أروع مثل في معركة شدوان، وسيأتي اليوم أيضا الذي أضع فيه تفاصيله أمامكم.

      وعاد الرئيس جمال رحمه الله من موسكو بعد أن اتفق مع أصدقائنا السوفيت على الصواريخ الجديدة لحماية أهدافنا الحيوية وعمق الجبهة الداخلية.

      وبعد أن وصل الرئيس في أواخر يناير، بدأت ملحمة بطولة. ليست من قواتنا المسلحة فحسب، ولكن أيضا من المهندسين والعمال المصريين، عمال مصر الذين بنوا الهرم والفلاحين الشرفاء البسطاء.

      إن مهندسينا وعمالنا وأجهزتنا كانت تعمل لمدة 40 يوماً، وكنا ننفق مليون جنيه يوميا على مباني قواعد الصواريخ بأيد مصرية، وبتصميم مصري، ومهندسين مصريين، كأي دولة كبرى تنجز عملا يحتاج إلى سنين.

      وكان أصدقاؤنا السوفيت عند كلمتهم، وكان واضحاً مثلما قلت لكم أن الرئيس جمال، رغم إصابته بالأنفلونزا ودرجة الحرارة 25  تحت الصفر في موسكو، كان يشعر بخطورة المعركة. وبعد ضرب مصنع أبو زعبل، وهو من أهدافنا الحيوية، كان يشعر بأنه سيأتي اليوم الذي يضربون فيه منشآتنا الحيوية الأخرى لضرب جبهتنا الداخلية. لكن الرئيس جمال كان يعرف شعبه جيدا ويريد المحافظة على كل ما بناه عمالنا ومهندسونا لأنها ثروة قومية، وكان الحفاظ عليها أهم من كل شيء.

      وكان أصدقاؤنا السوفيت عند كلمتهم، وفور انتهاء تشييد مواقع الصواريخ، كانت الصواريخ الجاهزة تحتل مواقعها فوراً.

<4>