إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، فى الذكرى الثانية والعشرين لثورة 23 يوليه، 23
يوليه 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص
226 - 231".

المعركة مازالت قائمة وان الاحتلال الإسرائيلي ما زال يدنس أراضى عربية كثيرة وأنه لا بد لنا من أن نعلى من قدرتنا القتالية يوما بعد يوم لأن القتال مرة أخرى هو دائما الحل الذى لا مفر منه إذا لم يفتح الطريق أمام السلام واذا لم تعد كل الحقوق العربية الى أصحابها فى أجل مقبول نحن أذن حين نضع تصورنا الكامل للمرحلة الراهنة لا نغفل عن مخاطرها ولا نستهين باحتمالاتها ومن هنا كان تأكيدى على أهمية الاستمرار بالاستعداد للمعركة وعلى أهمية المحافظة على أكبر درجة من التضامن العربى وعلى ضرورة العمل من أجل الاحتفاظ بصداقتنا الدولية وبانتهاج سياسة تضيف الى هذه الصداقات وتقوى بالتالى موقفنا العام فى هذه المرحلة الحساسة التى نستقبلها

          أيها الأخوة والأخوات..

          اننى بعد هذا كله استقبل المرحلة المقبلة بنفس عامرة جدا أن الأوراق الرابحة فى ايدينا تتكاثر ولا تقل وأن ما برهن عليه شعبنا وما برهنت عليه قواتنا المسلحة يمكن أن يتكرر البرهان عليه مرات ومرات. نحن لا نتحدث بلغتين بل بلغة واحدة ونحن لا نخفى شيئا اذ أنه ليس لدينا ما نخجل منه ولكننا نصارح الجميع بكل ما فى تصوراتنا أن العالم لم يسمح لنا بهزيمة اسرائيل هزيمة كاملة وهذا ما نقوله صراحة ونقول أيضا لن نحارب العالم كله ولكننا حققنا انتصارا قطعت به قضيتنا شوطا ليس له مثيل ونحن دعاة استقرار وسلام وتعمير وبناء لاننا نؤمن بأن المستقبل معنا ونحن فى نفس الوقت لا نزعم أننا ننوب عن المستقبل وعن الأجيال المقبلة أن جيلنا عليه مسئوليات وفى مقدمتها ان نسلم الرسالة والراية للأجيال المقبلة من أرضية أقوى وأرحب. وعلى الأجيال المقبلة أن تنهض بمسئولياتها ونحن على استعداد دائم للحوار بصدر رحب مع كل صديق حقيقى أو صديق محتمل ومع كل طرف عربى له اجتهاد آخر بشرط الجدية والأمانة ازاء المصالح الحقيقية العليا لهذه الأمة ولكننا فى نفس الوقت صرنا فى موقف يسمح لنا بأن نتجاهل المزايدات الكلامية وان نترفع عن المهاترات وان لا نخضع لمحاولات الاستفزاز أو الابتزاز. أننا لا نقبل من أى أحد وكما قلت لكم قبل سنتين أقول اليوم أن هذا الشعب الذى تحمل ما تحمل ما زال مستعدا لان يقاتل وحده فى العراء اذا اقتضى الامر ذلك.

          أيها الاخوة والأخوات:

          لقد جربنا الصمود العسكرى واجتزنا امتحانه الطويل جربنا الصمود الاقتصادى دون أن نشكو جربنا الصمود النفسى فى وجه حملات التشكيك. ونحن الان فى حاجة أكثر من أى وقت مضى الى ما يمكن أن أسميه بالصمود الفكرى فى حاجة الى أن نحتفظ برؤوسنا هادئة رغم الاستفزازات ولنثق فى حساباتنا رغم حملات التشويش وان نتمسك بمبادئنا عالية مهما هبت علينا العواصف. ان شعبنا قد يقتر فى طعامه وثيابه وقد يتحمل ضائقة الحياة حتى وان كثر المستفيدون من حوله ولكن شعبنا لن يفرط فى أرض ولا كرامة ولا فى استقلال إرادته ولا فى مسئولية رسالته لقد عرف شعبنا طوال حياة النضال وخبر ضروراته وقد أخرج شعبنا فى كل جيل أبطاله وقدم فى كل امتحان أعز شهداء فالمجد والخلود لهذا الشعب العظيم المؤمن وهذه الأمة العربية العريقة والمجد والخلود لأبطال يوم 23 يوليو 52 ولابطال 6 أكتوبر 1973 أنهما أعظم يومين فى حياة هذا الشعب وهذه الأمة خلال قرون طويلة وأن نورهما سوف يظل مضيئا وهاديا عبر أجيال طويلة قادمة.

           ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب

          والسلام عليكم ورحمة الله..


<6>