إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، فى اجتماع رؤساء تحرير الصحف، 28 أغسطس
1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص
258 - 260"

الى درجة صعبة ومثلما قلت لو لم ندخل المعركة وجاء عام 1974 لما كانت اسرائيل فى حاجة الى اطلاق طلقة واحدة لان الاساس وهو رغيف العيش الذى يمثل الحد الادنى - سيكون غير موجود.

          نحن خارجون من معركة والموقف الاقتصادى صعب، كما اننا متجهون الى اعادة تعمير مدن القناة. وفى نفس الوقت نعمل على تشغيل الطاقات المعطلة فى الصناعة واحلال الآلات الجديدة فى الاقتصاد المرهق الذى ادى دوره فى السنوات الاخيرة بصورة رائعة.

          وكذلك نعمل على تطوير القوات المسلحة لان المعركة لم تنته، وعلينا أن نفتح عيوننا وعلينا أن تبقى قواتنا المسلحة على اعلى مستوى.

          أننى أريد أن أوضح أننا نعيد صياغة حياتنا من جديد لنقيم دولة المؤسسات كاملة ونتجه الى هذا كله فى وقت واحد. وربما لم يجرب احد منكم أن يكون مهجرا. وأن ابتسامة على وجه مهجر عاد الى بلده تعادل كل المتاعب التى نعيشها اليوم. والذين حضروا الحرب العالمية الثانية فى بريطانيا يعلمون ان بريطانيا استمرت 5 سنوات كاملة بعد أن انتصرت وهى تصرف لكل شخص بيضة واحدة فى الاسبوع دون أن يشتكى احد.

          أقول هذا لكم لاننى احس أن هناك نغمة مفقودة فى الصحافة وعلينا جميعا البحث عنها. فأنا لست ضد النقد بل العكس يهمنى النقد من أجل البناء. وينبغى ان نطور وندعم كل ما هو ايجابى وأن نصفى أيضا كل ما هو سلبى.

          واننى لن أتراجع عن حرية الصحافة تحت اى ظروف. ولكن عتابى على الصحافة انها لا تقدم كل جوانب الصورة اذ أن الجماهير لا تعرف الوضع الاقتصادى الذى كنا فيه ولا بد للجماهير أن تعرف التطورات التى طرأت على الأسعار العالمية.

          هناك سلع تضاعفت أسعارها ثلاث مرات. ومع ذلك فان الصورة التى تظهر فى الصحافة لا تعطى حقيقة الوضع فإنتاج الصلب زاد 3 مرات خلال هذا العام برغم اننا نعمل فى اكثر من جبهة.

          أنا اريد المزيد من حرية الصحافة. والصحافة لا بد أن تبصر شعبنا بالابعاد الحقيقية. والا يحكمها الانفعال أو الجرى وراء الشهرة أو تصفية حسابات شخصية قديمة. وحين اقول بدولة المؤسسات فاننى اعنى ما أقول.

          وأعلن الرئيس السادات فى حديثه عن الموقف الداخلى.. اننى لست مستعدا أن أكون رئيسا للوزراء لفترة أكثر من ذلك. لان المرحلة التى اخذت فيها المسئولية انتهت. فأمام الدكتور حجازى سنة ونصف سنة يتم خلالها اعداد الخطة والانتهاء أيضا من الخطة الخمسية وبعدها تجىء الوزارة ورئيس وزراء لتنفيذ الخطة وقد طلبت من الدكتور حجازى أن يكون مستعدا لهذه المرحلة. فور الانتهاء من تنفيذ الخطة الانتقالية خطة العبور الى الخطة الخمسية.

          أكرر اننى لست ضد النقد.. ولكن علينا الا ننسى الموقف الاساسى ونجرى وراء الانفعالات. هناك فى حياتنا ما يستحق النقد. كما أننا فى بعض الاحيان لا نستطيع استخدام ما فى ايدينا أنسب استخدام ممكن.

          إننى اعتز ببعض القرارات التى اتخذتها خلال السنوات الاربع الماضية مثل قرار تصفية مراكز القوى. وسيادة القانون والدستور وقرار العبور ولكننى اعتز اولا بقرار تصفية مراكز القوى.

          ونحن نبنى دولة المؤسسات ونصوغ حياتنا من جديد يهمنى ان يعمل كل فى موقعه بروح العلم والمسئولية. القوات المسلحة بعد أكتوبر كانت على اكمل وجه لمواجهة التكنولوجيا الحديثة بكل ابعادها. وكانت هناك شجاعة وروح معنوية عالية. والقوات

          المسلحة ليست الانتاج هذا الشعب فالشعب هو الاصل ومثلما ابرزت القوات المسلحة كل هذه الملكات ارجو أن يخرج الشعب نتاجه على كل المستويات

          وخلال ردوده على استفسارات الصحفيين قال الرئيس السادات: اننى لم اطلب أن توقفوا الهجوم على الجهاز التنفيذى. ولكنى اطلب أن يكون النقد بناء وأن ندرك جميعا ابعاد معركتنا، وعلينا الا نتخذ من متاعب امتنا سبيلا للسخرية فهذا لا يجوز.

          وانا مهمتى كرئيس للوزراء انتهت. أنا قلت ان قدرى على كفى ربما كنت الآن مدفونا هناك بالقناة أو مقدما للمحاكمة. ولكننا عبرنا معا الأزمة والآن يجب ان يكون هناك رئيس مجلس الوزراء.. وعلينا الآن أن نعمل على تطوير الاتحاد الاشتراكى وفق الصيغة التى نصبو اليها جميعا بالحوار الحر.

          وفى واحد من اللقاءات الاخيرة ابدى لى احد الأخوة العرب انزعاجه من الحديث عن عودة الاحزاب ولكننى قلت له ما دمنا نصوغ حياتنا من جديد فلكل مواطن أن يقول رايه وانا واثق فى النهاية من قدرة شعبنا على اختيار ما يلائمه. فقد جربت هذا الشعب لمدة تطول لأكثر من 40 عاما.

          وقال الرئيس السادات انه لمن البديهى أيضا ان نعيد النظر فى علاقة الاتحاد الاشتراكى بالصحافة. ما دمنا نقوم الآن بتطوير الاتحاد الاشتراكى نفسه. وقدم الرئيس فى ختام اجتماعه اقتراحا بتشكيل لجنة من نقيب الصحفيين والأمين الأول للجنة المركزية ووزير الاعلام لكى نستمع الى كل الآراء حتى يتحقق ما تنشدونه من تطوير ودفع لمهنة الصحافة.

          وحين نلتقى فى المرة القادمة إن شاء الله ارجو أن تكون اللجنة قد انتهت من ورقة عمل تكون المناقشة على اساسها.


<3>