إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربى ومجلس
الشعب، في ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر 28 / 9 / 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص
276 - 282".

          سوى اسرائيل وحتى اسرائيل ذاتها ارتفعت فيها الأصوات لأول مرة أصوات ذات وزن تنادى بهذا الواقع الجديد. صار هناك اجماع عالمى على انه لا حل لما يسمى بمشكلة الشرق الأوسط ولا سبيل للحيلولة دون جعلها سرطانا يسمم جسد السلام العالمى كله سوى عن طريق حل قضية شعب فلسطين فلا استرداد سيناء ولا الجولات بكاف لحل المشكلة أو حتى تأجيلها نحن والسوريون أصحاب سيناء والجولان نقول بهذا والعالم بات مقتنعا به كذلك فقد صار هناك ما يشبه الاعتراف الواقعى فى العالم بان منظمة التحرير الفلسطينية هى التجسيد الحى للشعب الفلسطينى هى المعبرة عن ارادته وهى الطرف الذى لا بد من الحوار معه واليوم تعرض قضية فلسطين قائمة بذاتها على الأمم المتحدة ولاول مرة منذ ربع قرن وتجد من التأييد المتزايد ما لم تكن تجده من قبل حين لم يكن لدى العرب ما يدخلون به الأمم المتحدة سوى المذكرات والخطب.

          أما بالنسبة لنا فاننا ماضون كما ترون فى تدعيم وحدة الصف العربى بكل الوسائل لانه أهم اسلحة النصر السياسى أو العسكرى على السواء ونحن فى هذا المجال نعرض من جهة عن حملات التشكيك التى أصبحت كالمطر حين يهطل على مكان من غير ذى زرع فلا  يلبث أن تبتلعه الرمال ونحن من جهة اخرى نتصدر العمل من اجل تدعيم الصف العربى والتوفيق بين الآراء والأطراف متحملين فى ذلك كافة المشاق وسائرين على الأشواك ومعرضين انفسنا لسهام الشك والنقد ذلك اننا نعرف اننا نجاهد من اجل مصلحة قومية اعلى وان هذا الدور الشاق لا بد أن يوجد من يقوم به ولا بد أن يكون الطرف الذى يقوم به هو نحن .

          ونحن لا نتهرب من مسئولية ولا نخاف من مخاطرة ولا ندفن رأسنا فى الرمال وفى نفس الوقت فاننا ماضون فى بذل كل الوسائل وطرق كل السبل بالتوصل وفى أمد قريب الى حل سياسى بناء على المعطيات الجديدة التى طرحتها حرب أكتوبر وواقع الاعتراف بوجود الشعب الفلسطينى وشرعية تمثيل منظمة التحرير لها. وكما ترون فان اسرائيل تبذل جهودا جبارة لاجهاض آثار حرب اكتوبر والوجود الفلسطينى وتشويه صورته بل انه يمكن القول ان محور سياستها كله الآن هو التقليل من شأن حرب اكتوبر والتقليل من شان الوجود الفلسطينى. لا تترك فى هذا المجال اسرائيل سلاحا إلا وتستخدمه من التشهير الى تزييف التاريخ الى استعراض العضلات الى ضرب اللاجئين العزل فى المخيمات ومن أسف أن هناك اصوات عربية تساعد اسرائيل فى هذه المهمة عن قصور فى الفهم وضحالة فى الوعى ومع انها أصوات معزولة استنفدت قدرتها على الصراخ دون جدوى إلا أنها مع ذلك تلحق بالقضية ضررا بليغا لأنها آخر الأمر أصوات عربية صادرة عن الصف العربى. وفى مواجهة هذا فاننا لا ندخل معارك جانبية وبالنسبة لإسرائيل فاننا ماضون فى تعزيز قدرتنا القتالية ووضع قوتنا المسلحة على أعلى درجة من التسلح والتدريب هذا هو ردنا الهادئ الأساسى على اسرائيل.

          أيها الأخوة والأخوات..

          إن قضيتنا لا تحتمل الجدل ولا التأجيل ولا التسويف نحن نريد سلاما عادلا فى المنطقة وهو امر لا بد له من الانسحاب الكامل من كافة إلا راضى العربية المحتلة والاعتراف بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين ونحن لا نعلق آمالنا فى تحقيق هذه المطالب على هذه الدولة أو تلك ولا نعلقها من باب أولى على ذهاب حاكم ومجىء حاكم فنحن كما قلت دائما نحاول ان نكون على احسن علاقات مع الغير ولا نريد أن تتلبد سماء منطقتنا بسحب حرب باردة أو ساخنة ولكننا فى النهاية اصحاب حق ومن واجبنا ان نزن صداقتنا بميزان الوقوف والتأييد لهذا الحق.

          أيها الأخوة والأخوات..

          إننا نصبر ونصابر ولكن لا عودة مطلقا لما كان قبل اكتوبر من حالة اللا سلم واللا حرب ولقد صبرنا طويلا قبل اكتوبر سنة 73 ومن المؤسف أن قوى كثيرة فى العالم قد اخطأت فى فهم ذلك الصبر ولعل درس اكتوبر أن يكون مفيدا فى الا يخطىء احدا فى فهم صبرنا هذا مرة اخرى.

          أيها الأخوة والأخوات..

          وفقنا الله جميعا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<7>