إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض المسائل الراهنة، 7 / 1 / 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 16 - 19"

         من هنا ترى أنني لا أملك أن أحدد مسافة لانسحاب المحتل لأرضي.. أنا لا أقبل أقل من حدودي من أرضي كاملة.. سيناء والجولان كاملة.. والقدس.. ولكن إذا كان الهدف هو نزع الفتيل.. فمن الممكن أن يكون الانسحاب هو مجرد مرحلة على الجبهات الثلاث.. لكي نجلس في مؤتمر جنيف في جو منزوع فيه الفتيل.. والترجمة الواقعية لشعار نزع الفتيل، هو انسحاب إسرائيل على الجبهات الثلاث.

         سؤال: سيادة الرئيس في كل يوم نسمع عن مشروعات انسحاب إسرائيلية، ونقرأ عن خطوط تحدد هذا الانسحاب بعضها يشير إلى الممرات وإلى آبار النفط.. هل وصلتكم هذه المشروعات.. وما رأيكم؟

         الرئيس: لقد سمعت وقرأت عن هذه المشاريع وهي كما تقول تتحدث مرة عن الممرات ومرة ثانية عن النفط ومرة عن جزء من الممرات، ومرة عن جزء من آبار البترول.. كل هذا يصدر عن إسرائيل.. ولقد نبهت الأخوة الملوك والرؤساء في مؤتمر الرباط إلى أنه يجب ألا نهتم بما يقوله راديو إسرائيل بهدف إثارة الفرقة.. وأنني لا أرد عليه..

         البعض يعتقد أنني لا أرد لأن هناك مفاوضات بيني وبين الأمريكيين.. أنا لا أرد، لأن هدفهم معروف، وهو ايجاد تفرقة في الصف العربي.

         ولكنني أقول لك أنه حتى هذه اللحظة التي تجلس أنت فيها معي، في يوم 7 يناير أقول أنني لم يصلني عرض محدد لكي أرد عليه..

         بل مجرد سماع وقراءات تماماً كما قرأت أنت وسمعت.. ولكن لم يصلني شئ لكي أقدمه إلى شعبي وإلى المسئولين لكي أناقشه وأرد عليه..

         سؤال: سيادة الرئيس، ننتقل إذا شئت، إلى حديث الجبهة العربية لقد سمعنا عن وساطة سودانية بين مصر وليبيا.. فما هي نتائجها.. وهل كان لها انعكاسها على مساهمة لبيبا في دعم الجبهة المصرية..

         الرئيس: ليبيا أوقفت الدعم شكرناها.. ليبيا قطعت منا البترول.. شكرناها.. ليبيا طلبت الأسلحة التي كانت عندنا، أرسلناها إليها وشكرناها وهذا هو الموقف الآن ليبيا لم تشترك اشتراكاً فعلياً في مؤتمر الرباط ولم تتحمل مسئولية كما تحمل الأخوة العرب في الدعم. إلى هذه اللحظة... هذا هو موقف ليبيا.

         أما بالنسبة للوساطة السودانية فآخر ما فيها هو الاتفاق على اجتماع لوزراء داخلية البلدان الثلاثة في موعد في شهر يناير (كانون الثاني) تمهيداً لاجتماع الرؤساء الثلاثة بعد ذلك.

         سؤال: هل أنتم متفائلون بنتائج زيارة الشاه.. وهل يمكن أن تؤدي إلى تحسين العلاقات الإيرانية العراقية؟

         الرئيس: هذا يجب أن يكون هدفاً وليس فقط أملاً أو قناعة بل يجب أن يكون هدفاً أعمل له وأحرص عليه.. وقد أرسلت مبعوثاً  للأخ صدام حسين وأنا متفائل وأرجو أن يتحقق هذا الهدف الذي يجب أن نصل إليه.

         سؤال: ما هو تقديركم لمدى جدية التهديدات الأمريكية النفطية. وما هو المطلوب عربياً لمواجهتها؟

         الرئيس: أمر مؤسف غاية الأسف.. ونحن نتطلع الآن إلى بناء علاقات جديدة مع أمريكا أن تصدر مثل هذه التصريحات عن كيسنجر وأن يؤديها الرئيس فورد.

         أمر في غاية الأسف. ولقد كان لمصر رد فعل فوري أرسلناه إلى كيسنجر ولذلك فإن ما صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية من أن الدول العربية لم تعلق، ليس صحيحاً.. لقد أرسلنا رداً فورياً وهناك أخذ ورد فيما بيننا، وسنذيعه في الوقت المناسب..

         أما عن واجبنا نحن كعرب.. فقد كفاني أخي الرئيس بومدين، اليوم في تصريحه، وأنا أوافقه تماماً.. وهو أننا نفضل أن ننسف هذه الآبار قبل أن تصل إليها أيديهم إذا فكروا في ذلك، ولن نحتاج لجيوش.. لأن النسف أسهل كثيراً من الغزو..

         سؤال أخير يا سيادة الرئيس: مشاريعكم لتطوير الاتحاد الاشتراكي وتنظيم الصحافة هل ستتأثر بالأحداث الأخيرة؟

         الرئيس: ستتأثر طبعاً بمزيد من الحرية وليس الانتقاص..


<4>