إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس أنور السادات فى مأدبة أقامها للرئيس جيرالد فورد بمناسبة بدء قمة سالزبورغ، 1 / 6 / 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 158"

الرئيس فورد: الأصدقاء الأعزاء:

          إن من دواعي سرورى ان أرحب بكم واتطلع الى المحادثات التى سأجريها معكم فى ضوء اقتناعى الجازم اننا يجب ان نغتنم هذه الفرصة التاريخية وننسق جهودنا لنزع الفتيل من الموقف المتفجر فى الشرق الأوسط، ونواصل السير على النهج الذى بدأناه فى الماضى القريب لارساء أساس متين لسلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط.

          من النادر أن يجتمع رئيسا دولتين يتوقف عليهما السلام والحرب في منطقة استراتيجية مثل منطقة الشرق الأوسط لاقامة صرح للأوضاع الطبيعية والهدوء والشرعية لشعوب الشرق الأوسط.

          ان سالزبورج تلك المدينة الجميلة سوف تدخل التاريخ، اذ تشهد تطورا جديدا فى منطقتنا الى جانب تطوير علاقاتنا الثنائية بما يؤدى الى مزيد من الاتصال والتفاهم بين الشعبين المصرى والأمريكى. ولعلك تتفق معى أيها الرئيس في هذه اللحظات الحاسمة على أن ما نحتاج اليه ليس فقط الرؤية العميقة والحكمة، بل أولا وقبل كل شيء القيادة الممزوجة بالاستعداد والقدرة على اتخاذ القرارات المصيرية ووضعها موضع التنفيذ هذا هو جوهر الأمر حقا، ولكل منا ان يتخذ هذه القرارات وان يعيد السلام والعدل بما يتمشى مع المبادئ السامية للقانون الدولى والشرعية.

          وكثيرا ما يقال ان مشكلة الشرق الأوسط، مشكلة عويصة معقدة وان هذا هو السبب في انه لم يتأت حتى الان التوصل الى حل مناسب لها.

          وفي رأيي بكل صراحة وأمانة فأننى أومن بأنه ليس أيسر من حل مشكلة الشرق الأوسط فهي مسألة سهلة طالما ان الأطراف المعنية بما فيها الدولتان العظميان اللتان انغمستا في المشكلة عن قصد أو بغير قصد تلتزم بالمبادئ الأساسية التى لا مراء فيها، وهى: الاعتراف بحق الاستقلال والسيادة الاقليمية للدول وعدم شرعية الاستيلاء على الأراضى عن طريق القوة وقبول واحترام الحق الأساسى لشعب فلسطين فى تقرير مصيره وفى العيش فى ظل كيان وطني..

          فإذا التزمت كافة الأطراف بهذه المبادئ جميعها، فعندئذ.. وعندئذ فقط يمكن انهاء حالة الحرب ويعم السلام منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية المعروفة، وعندئذ فقط تتمكن دول المنطقة من المساهمة فى تقدم وتطور المجتمع الدولى، ويتاح لجميع الدول الموجودة فى المنطقة أن تستمر في التطور والتنمية بالطرق التى تلائمها وتسود حالة من السلام وعدم العنف.

          وباختصار فنحن نواجه تحديا تاريخيا والعالم أجمع يرقب اجتماعنا ولست اتصور ان يتخلى احد منا عن مسئوليته .. وعلينا ان نواجه التحدى ونثبت للعالم أننا قوم جديرون بحضارتنا وان آفاق السلام ليست بعيدة طالما أننا نتحرك ونتصرف بتصميم وعزيمة.

          الأصدقاء الأعزاء.. تحية لحكمة الرئيس فورد وجهوده البناءة من أجل السلام والصداقة بين الأمم والتعاون المتبادل بين بلدينا.. أدعوكم للوقوف متمنين له النجاح والتوفيق.