إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة، في لقائه مع أساتذة الجامعات، 8 يناير 1971
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من سبتمبر 1970 إلى ديسمبر 1971، الهيئة العامة للاستعلامات، ص91-109"

        أيها الاخوة والأخوات..

        لا أظن أن هناك لحظة في تاريخ مصر الحديث تحتاج الى فكر وعقل جميع مثقفيها وكل القادرين على البحث والدراسة فيها كهذه اللحظة التي نعيشها الآن من نضالنا.

        إن هذه اللحظة - أيها الاخوة والأخوات - تحتاج الى كل شعاع مضيء والى كل رأي سديد والى كل اجتهاد.. تحتاج الى كل هذا ولكل ما يبغي وجه الوطن وحده ويستلهم مصلحة الشعب دون غيرها، ويضع نصب عينيه مصير أمة عربية تنتظر الآن كل واحد من أبنائها لكي يؤدي واجبه ويتحمل مسئوليته، ويشارك في تقرير المصير.

        لن أريد- أيها الاخوة والأخوات- أمامكم هنا أن أستثير حماسا أو أن استنهض همة أو أن أحرك مشاعر وعواطف.

        ذلك أن هذا كله ليس فرصته الآن.. كما ان هذا ليس هو بالضبط ما نحتاج اليه، خصوصا من مثل هذه الصفوة الممتازة التي تمثل أكثر مواقع الطلائع تقدما، والتي تلتقي هنا في هذه القاعة بجامعة القاهرة.

        ان الجامعة هي التجسيد المعاصر لتقليد شامل في تاريخ مصر الحضاري العريق.

        ان الوقت الآن هو للتفكير والتخطيط المنظم.

        ان مشاعرنا وعواطفنا لا تحتاج الى من يستثيرها أو يحركها. إن المعارك الكبرى واللحظات الفاصلة تحتاج بعد الإيمان العميق بالهدف والاستعداد الكامل للبذل في سبيله، تحتاج الى التفكير المنظم، وتحتاج الى التخطيط الدقيق والقوى.

        والقوة، أى قوة مهما بلغ حجمها، تصبح قوة عمياء اذا لم يكن المنظم لها تخطيطا دقيقا.

        والعمل، أي عمل، مهما  بلغت قوة اندفاعه، لا يصل أبدا الى هدفه، اذا لم يكن موجهه والمدبر له موجها منظما ودقيقا.

<1>