إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حيث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

خطتي بضرورة الاحتفاظ بوقع الحركة الـ (Momentum) واستمرارها نحو السلام. الانسحاب الجزئي مهما كان حجمه، هو تقدم نحو السلام. اما اذا توقف التقدم،. فهنا مكمن الخطورة. ولذلك، فالانسحاب يساوي في تقديري الكثير جدا، يساوي كل الجهد، وكل الوقت، وكل الصبر الذي نبذله. علينا ان لا نسقط من حسابنا موقف العالم منا ومن القضية، وموقف الاثنين الكبار. علينا ان لا ننسى انهما تعانقا على الأرض اولا، ثم تعانقا في الفضاء، وفي هلسنكي ايضا. العناق قائم، وكذلك الوفاق، وعلينا ان نبحث عن قضيتنا ومصلحتنا داخل هذه المعادلة الدولية. وفي رأيى، ان اي تردد لاخذ بوصة من الأرض يعتبر خطأ جسيما يصل الى حد الخيانة.

       س - ولكن القبول بمبدأ تجزئة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، أوجد في العالم العربي جوا من الشك، جعل الرؤية مضطربة، والتقدير مختلفا. فلو فرضنا ان الإسرائيليين وافقوا على الاقتراحات والترتيبات التي تبحث الآن، وتحقق الانسحاب الجزئي الجديد من الأراضي الصحراوية في سيناء، والتي بذل في سبيلها جهد شاق، سواء من قبلكم او من قبل اميركا، فكم سيأخذ الانسحاب الجزئي الإسرائيلي من الجولان من وقت؟ وهل يمكن لاميركا ان تنجح في تحقيق انسحاب مماثل في ارض تعتبرها اسرائيل استراتيجية، وأعلنت مرارا أنها لن تنسحب منها؟ أليس هناك احتمال بأن يستمر الوضع  معلقا الى ما بعد معركة الانتخابات الأميركية في اواخر 1976؟

       ج - مبدأ تجزئة الانسحاب لم يكن اختياريا، ولم يكن بالنسبة لي هدفا، وانما هو اسلوب، خطوة لحفظ وقع الحركة بدلا من توقفها. وعندما فشلت مهمة كيسنجر في مارس [آذار] الماضي، كان لا بد بعدها من الذهاب الى جنيف.ومن حق المواطن العربي ان يقلق لو كانت سياسة الخطوة بخطوة هي البديل عن جنيف. فجنيف هي المكان الوحيد الذي ستطرح فيه التسوية بحضور جميع الاطراف، ولكن المهم ان نهيئ الموقف الأميركي ليكون ايجابيا معنا، لانه هو الذي سيرجح امكانية التسوية. الموقف الأميركي مهم، شئنا ام لم نشأ، رضينا ام لم نرض. وعندما تقابلت مع الرئيس الأميركي فورد في "سالزبورغ"، طلب ان تبذل اميركا محاولة ثانية لتحقيق انسحاب جزئي قبل الذهاب الى جنيف، لانها ان تمت، سوف تهيىء جوا افضل لمؤتمر جنيف. فقلت له: "مافيش مانع". فبالنسبة الي يستوي الامر عندي، ان تتم خطوة او لا تتم. فاذا امكن ان تتم، باعتبار ان هذا هو المتاح، ومن اجل الاحتفاظ بوقع الحركة كما يقول الاميركيون، كان بها، والا فنحن ذاهبون جميعا الى جنيف، تمت الخطوة ام لم تتم. فالمهم، كما قلت، ان يبقى الموقف الاميركي ايجابيا، لان جميع الاوراق بيد

<2>