إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

الضفة الشرقية، محاصرتان من قبل اليهود، واليهود محاصرون بثلاث فرق على الضفة الغربية . عملية سندوتش بيننا وبينهم. وراديو ليبيا يقول: "يا جيش يا ثالث ثور، ثور على قيادتك". قبل ذلك، طلب مني اذاعة صوت العرب يوم 7 اكتوبر [تشرين الاول]، بعد يوم واحد من القتال، ونجاح عملية العبور التاريخية. اعطيته الاذاعة، فراح يشكك بالمعركة، وقال: "انا بريء من الخطة، وان هذه هزيمة، وفيها كذا وفيها كذا". واذعنا كلامه في صوت العرب. أليست قصتنا معه قصة غريبة تكاد لا تصدق؟ قطع البترول في عز المعركة، واضطرني لان اطلب البترول من ايران ومن الاخوان العرب . قطع البوتاغاز فجأة، بالرغم من ان لديه فائضا من البوتاغاز لا حد له، فتسبب بأزمة بوتاغاز في البلد، بدون اخطار او انذار، وبعد ذلك راح الى فرنسا، وأخذ يشتمنا ويقول: عبدالناصر كان شجاعا لانه اعترف بالهزيمة، وانا لم اعترف بالهزيمة. طيب، لماذا لم يحضر ويعبر القناة، ويرى خط بار- ليف المنهار، ويتبين اذا كنا انهزمنا ام انتصرنا قبل ان يتكلم؟ هل يريد مني ان اعترف بهزيمة لم تحصل؟ آخر شيء، احتفل العالم كله معنا بتغيير 5  يونيو [حزيران] من يوم هزيمة ومرارة وألم، الى يوم انتصار الارادة العربية، وفتح قناة  السويس عنوة، رغم ان اسرائيل كانت تقول "مياه القناة بالنص". فالعالم كله، شرقه وغربه، الدول الاشتراكية والدول الليبرالية والدول الرأسمالية شاركتنا باحتفال اعادة فتح القناة الا واحد هو معمر القذافي، وكأنه يريد ان يبقي 5 يونيو [حزيران] يوم شؤم في تاريخ العرب. لقد حولناه الى انتصار، والعالم كله شاركنا فرحة هذا الانتصار الا معمر القذافي. خلاصة القول، والله العظيم، انا مازلت اعتبر معمر القذافي كولد من اولادي، وانا حزين عليه، لاني اعتبره مريضا ويحتاج الى علاج، ولا سيما بعد الذي حصل منه في "كمبالا".

         س - لقد انتقدكم الشيوعيون واليساريون في لبنان لانكم وقفتم الى جانب حزب الكتائب بدلا من الوقوف مع المقاومة.

فما هي نظرتكم للأزمة اللبنانية حتى اتخذتم هذا الموقف؟

         ج - عجبي من تأويل الوقائع. كل الذى فعلته هو انني ناشدت بيار الجميل عاطفيا من البلد الذي عاش اول شبابه فيه، ودفن فيه اهله، ناشدته ان يراعي الموقف الذي تعيشه امتنا العربية. فأين الانحياز في موقفي؟ لقد ناشدته عاطفيا، وقلت له: انا لا اخونك، وأعلم انك عربي، بس يا بيار قدر موقف امتك والموقف الذي نحن فيه من اجل ان نرأب الصدع.

         س - ولكن جنبلاط والجبهة العربية المشاركة يتهمون الجميل والكتائب بالتعامل مع اسرائيل والاتصال بالهاغناه.

         ج - لازم يعرف الكل انني ضد استسهال توزيع الخيانات والاتهامات التي درجت في العالم العربي في السنوات

<21>