إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام المؤتمر المشترك للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي ومجلس الشعب، حول اتفاقية سيناء،4/9/1975  
المصدر: "قال الرئيس السادات ، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982 ص، 260-265"

ما ذكرت سابقا انها خطوة اخرى على الطريق وانها كسر لاحتمال الجمود وانها كما رأيتم لم تقترن بأى شرط سياسى الا حين تقترن بالحل الشامل فى المنطقة.

        والسؤال الذى يطرحه المخلص هو هل وضعنا السياسى اضعف ام اقوى بعد هذه الاتفاقية . وهل وضعنا العسكرى اضعف ام اقوى بعد هذا الفصل الثانى. وهى اسئلة اجاباتها ساطعة واضحة للعيان سوف نجد من يهاجم ومن يشكك وسوف نجد من يفكر بخياله لا بعقله ومن يكافح بحنجرته لا بعمله.

        ولكني لا أخاطب هؤلاء. اولئك الذين حذرونا قبل الحرب من الهزيمة وبعد سقوط خط بارليف قالوا الممرات وبعد الممرات سيجدون شيئا آخر. حسنا ان لهم الكلام ولنا الفعل والحركة . انما انا اخاطب الضمير العربى العام لا اخاطب الذين يزايدون غير شاعرون بالمسئولية نحو الأراضى المحتلة والشعب الرازح تحت الاحتلال والفلسطينى الذى يسكن الخيمة والمستقبل العربى المعطل عن الانطلاق.

أما نحن فنستشعر مسئوليتنا ازاء ذلك كله. ولهذا نحن نركب المخاطر ونتحرك ونشغل الدنيا وأطراف القضية بالذات واستمرار دون انقطاع وانا واثق ان الضمير العربى العام وقد رأى تحركنا وصواب سياستنا هو معنا. ان مصر لا تمن بأنها ضحت واحتلت وحاربت ولكن مصر ايضا لا تكذب ولا تضلل. ولا تقول الا ما تستطيع ان تفعله. وترتبط به مهما كان الثمن.

        ان طريق السلام شاق وطويل والكفاح من اجله هو الذى يجعلنا فى نفس الوقت حريصين على تنمية قوتنا العسكرية وقوة العرب العسكرية والحصول على السلاح والبدء فى تصنيع السلاح.

        اننا نفعل هذا كله لاننا لا نريد سلاما بأى ثمن بل نريد سلاما عادلا نسترد به حقوقنا وحقوق الشعب الفلسطينى واذا كنا نقول اننا متفائلون فلأننا نراهن على المستقبل العربى ونثق فيه ونتحرك به الى الامام وسيشهد التاريخ اننا كنا الأوفياء بالعهد واننا كنا الصادقين.

        كان يمكن ان اكتفى بهذا الخطاب وهو ما اعددته لهذه المناسبة، ولكن احداثا تقع من حولنا فى العالم العربى ومن اخوة اعزاء علينا لا نستطيع ان نتركها لأننا جميعا مسئولون امام ضمير امتنا العربية كلها.

        كلنا مسئولون ان نضع الحقائق واضحة، ان نضع الحقائق كما هى لكى يعرف كل انسان فى وطننا العربى فى امتنا العربية اين نقف الآن والى اين نسير. وبادىء ذى بدء، اريد ان اقول ما سبق ان قلته مرارا. لقد رفضنا الوصاية من الدول الكبرى واخرى باشقائنا ان يعلموا اننا ونحن لم نحاول ابدا ان نفرض عليهم وصاية لا من قريب ولا من بعيد احرى بهم ان يعلموا اننا لن نقبل وصاية احد لا على قراراتنا ولا على ارضنا.

        تبدأ المأساة اذا كان ولابد من تسميتها مأساة - لأننى اسميها مأساة فعلا - فهدف اسرائيل الأساسى فى هذه المرحلة هو ان تشق الصف العربى وان تنسف الجبهة العربية من داخلها وللأسف نحن نقدم لها بأيدينا ما تريده.

        تبدأ المأساة بأن الاتحاد السوفيتى يرسل الى اخوتنا في سوريا انه لن يحضر توقيع الاتفاق المصرى الاسرائيلى فى جنيف اليوم يعلن هذا مصدر رسمى فى دمشق.

        وإلى هنا كان الأمر سوف يكون امرا يخص الاتحاد السوفيتى وهو حر فيما يريد أو ما لا يريد وإنما يأتى وزير الخارجية السورى خلال هذه المقابلة سلم السفير الروسى بيان القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث السورى والذى يحدد موقف سوريا ازاء الاتفاق.

        وكانت قيادتا حزب البعث قد اعلنتا فى اعقاب الاجتماع المشترك مساء امس الأربعاء ان الاتفاق يعد هزيمة خطيرة للنضال العربى.

        وذكر مصدر رسمى فى دمشق من ناحية اخرى ان الحكومة السورية تعتزم ايفاد مبعوث بدرجة وزير الى العواصم العربية لكى يسلم الى رؤساء الدول رسائل من الرئيس السورى حافظ الأسد يشرح فيها وجهة النظر السورية ازاء الاتفاق المصرى الاسرائيلى.

        بعدها قامت مظاهرات فى الساعة الحادية عشرة اليوم فى دمشق ضد مصر بهتافات عدائية ضد فك الأرتباط وشددت الحراسة على السفارة المصرية.

        ولا أريد ان اطيل اكثر من ذلك فى وصف هذه المظاهرات بعد ذلك يصدر بيان من القيادة القومية لحزب البعث العربى الاشتراكى فى العراق، وفى فقرة منه يقول: "وفى نفس الوقت الذى يعبر فيه النظام المصرى عن استعداده لعقد معاهدة صلح مع العدو بصراحة - أحنا اعلنا كده - يؤكد رئيس النظام السورى ذلك للمسئولين الأمريكيين والصحافة الأمريكية - عايزين يقولوا يعنى - ان احنا بنعمل عمليتنا مكشوفة لكن الرئيس السورى بيعملها متغطية.

        لمصلحة مين يتقال ان النظام المصرى بيعقد معاهدة صلح مع العدو ويعلنها بصراحة احنا لو عايزين نعقد معاهدة صلح يسمع الأخوة فى العراق والأمة العربية كلها لو كنا عايزين نعقد معاهدة صلح عندنا من الشجاعة ما نواجه به امتنا ونقول هذا.

        ولكن انا اريد الجميع ان يعلموا انه عرض على اخلاء سيناء بالكامل مقابل انهاء حالة الحرب فتقيدت بسوريا وبقضية فلسطين.

        وعرض ايضا من ضمن العروض الا يكون الخط خلف المضايق فقد لااربعين ولا خمسين كيلو وانما يكون من العريش الى رأس محمد اكثر من ثلثى سيناء برضه بهدف انهاء حالة الحرب ورفضت موش خوفا من حد وانما ايمانا بدور مصر ومبادىء مصر وخلق مصر.

<4>