إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام المؤتمر المشترك للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي ومجلس الشعب، حول اتفاقية سيناء، 4/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982 ص، 260-265"

        على الأخوة فى العراق انا لن ارد، لأنه المقصود بهذا كله هو الرئيس حافظ الأسد وبياخدونا احنا سكة الهجوم عليه. انا لن ارد عليهم لكن على اخوتنا فى دمشق انا حزين ومتألم. وأقولها امام الأمة العربية جميعا لأننا شركاء سلاح.

        فى فض الاشتباك الأول نفس هذا الكلام حصل بس بدون قرارات واوفد وزير الخارجية السورى الى العواصم العربية.

        وفى يوم فوجئت بوزير خارجية السعودية يأتينى برسالة من الملك فيصل فى الفجر وبوزير الدولة عبد العزيز يأتينى من امير الكويت بعدة ساعات.. وهم فى حالة نزع لنفس هذا الكلام الذى ورد فى قرارات القيادة القومية والقطرية. ان مصر خرجت من المعركة وان مصر تنكرت لقرارات مؤتمر القمة العربى وان وان وان.

        ماذا حدث.. ثم فض الاشتباك الأول، وتم لسوريا فض الاشتباك الأول ما قلته للرئيس حافظ قبلها بثمانية شهور.

        نفس الخط الذى اتفقت عليه لمصر فى نفس الوقت اتفقت على خط مماثل لسوريا. وهو ما تم فى مصر وما تم فى سوريا بعدها بـ 8 شهور.

        انا باقول هذا وانا ضميرى مجروح ومتألم لا تصل بنا الأمور الى ان نصدر قرارات في بعض. والاتفاق اللى وقع بالأمس، وقعه رؤساء اركان الحرب، اتفاق عسكرى، فض اشتباك وانا ارسل نائب رئيس الجمهورية الى سوريا ليخطرهم بحقيقة الوضع وليضع كل شىء تحت تصرفهم.

        لجنتنا المصرية فى جنيف. جهود القائد العام هنا كل شىء كما تم فى فض الاشتباك الأول يتم فى فض الاشتباك الثانى، وضعت كل شىء تحت امرهم.

        الرئيس حافظ ما قابلش نائب رئيس الجمهورية وقابل كيسنجر بعد ذلك. عتابى شديد لأنى احس بزمالة السلاح وبالأخوة ولكن يجب ان نضبط اعصابنا فى هذه اللحظات الحاسمة انا لدى الكثير جدا الذى استطيع ان اقوله. لدى الكثير عن كل المعركة. ولدى الكثير من الحقائق وانا اعتبر الاتحاد السوفيتى بالموقف الذى اتخذه اليوم تحريض سافر ومحاولة لشق صف الأمة العربية.

        اتفاقنا اتفقنا عليه.. وما نوقعه نحترمه وننفذ ، فمصر لا تعود فى كلمتها ابدا. ومصر لن تخاف المظاهرات ولن تخاف القرارات ولا المزايدات ولا الشعارات.. مصر تعمل عمل بهدوء وبمبادىء وبخلق قبل كل شىء.  

        يلى هذا تصريح من اخونا ياسر عرفات وبيختمه وبيقول " ان اعتقادنا وتخطىء امريكا واسرائيل ان اعتقدنا ان الجيش المصرى سيقف مكتوف اليدين اذا ما ضربت الثورة الفلسطينية وان السلام لن يكون امريكيا. السلام هو سلام الفلسطينيين " حتى الأخ ياسر. بعد كل اللى قامت به مصر ليه كل ده  علشان مصر استردت خمسين كيلو هى الممرات والبترول، واتفاق عسكرى يفض اشتباك كل ده يطلع من اخواننا.. انا عايز اقول لأخوتنا العرب مرة اخرى انا لن افتح معارك فى هذه المرحلة، ولن ادخل فى معركة جانبية ولكنى احذرهم كما حذرتهم فى الرياض من اولئك الذين يحملون اليهم عمدا اخبار ملفقة لنسف الموقف العربى.

        فى مارس الماضى راحوا لسوريا وراحوا للفلسطينيين، وقالوا لهم الاتفاق اللى بين السادات وامريكا والأردن اهه وسوريا الفلسطينيين انتوا رحتوا فى داهية وادى البنود السرية وادى البنود العلنية وجه مارس ولم نتفق على شىء وقالت مصر لا فأين كانت البنود السرية واين كانت البنود العلنية . نفس هذا الوسواس الخناس هو الذى يسعى اليوم، ويبلغ المذكرات كذبا.

سيأتى اليوم باذن الله الذى اضع امامكم فيه جميع الحقائق ولكننى حريص على أخوة لنا وحريص على صداقتهم وزمالتهم واخوتهم الى ان يرفضوا هم ذلك فلن نتنكر عندئذ لهذه الأخوة ولكننا سنعلن الحقائق لأننا لن نتنكر ابدا لمن نضع يدنا فى يده او يقف معنا فى ساعة الشدة ابدا.

        باقى نقطة واحدة  يمكن سمعتونى باتكلم عنها فى المؤتمر الصحفى وهى عن نقاط الانذار، ونقاط الانذار زى ما قلت بعض المجتهدين بيقولوا انها محطة قاعدة الكترونية امريكية. حقيقة هذا الأمر كما قلت امام المؤتمر الصحفى هى ان انا طلبت من الرئيس الأمريكى، وزى ما قلت ثبتت نظريتى هنا قاعدين بيشتموا امريكا. طيب اشتموا امريكا ولميت سنة جاية ما شتمناها خمسين سنة وماجراش حاجة. فضلت اسرائيلى فى مكانها. اشتموها خمسين سنة جاية. انا قلت ان اوراق هذه اللعبة ان لم تكن كلها فعلى الأقل 99% فى ايد امريكا وقد ثبت كلامى.

كيف نشأت فكرة محطات انذار

        وانا فى سالزبورج قلت للرئيس الأمريكى تعالى خليك شاهد بينى وبينهم من هنا نشأت فكرة محطات الانذار كان يسعدنى جدا ان الاقى مكان اشترى منه محطة انذار من اى مكان. ولو ان الاتحاد السوفيتى يبيع لى او فيه امل انه يبيع لى انا ما كنت ترددت ان اشترى منه.

        انا قلت فى المؤتمر الصحفى ان الاتحاد السوفيتى رفض ان يبيعنى ما هو اقل من ذلك بكثير فى التكنولوجيا بل كان موجودا هنا وبيدبروه عساكر روس قبل قرارات سحب الخبراء، وانسحب مع الخبراء الروس ورفضوا بيعه وتسليمه لنا من انه فنيا موجود في الأسواق بره احسن منه، لما اعدت الطلب مرة اخرى وقلت بيعوه لى بعتوا لى قالوا ده لسه تحت الاختبار، الأجهزة اللى هى بدائية قالوا لى تحت الاختبار.

        المحطة الأمريكية اللى وافق الرئيس الأمريكى ببيعها لى مصرية مائة فى المائة، على اعلى درجات التكنولوجيا فى العالم، آخر ما توصل اليه العصر الى يومنا هذا، فوق الـ 120 مليون دولار كمان، وقلت له تعالى خليك شاهد بينى وبينهم، الشروط واضحة وكل شىء واضح، احنا نعمل فى النور مش فى الظلام.

<5>