إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، فى افتتاح دورة مجلس الشعب ، 18/10/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 316 - 319"

أو واحة فى الصحراء.. التأمين عليه فى رزقه، وفى صحته، وفى عمله، من مولده الى اخر عمره.

         وقد قطعنا فى هذا السبيل معظم الشوط ولكننى اصر على ان يتم هذا ويصل الى كل فرد من هذه الدورة بالذات وقبل نهاية سنة 1976

         - خامسا: تخفيض الانفاق العام فى الدولة والمرافق، خصوصا كل ما يتعلق بالشكليات والكماليات، ولقد امرت بتخفيض ثلث ميزانية رئاسة الجمهورية وتحويلها الى مجال التأمينات المختلفة على المواطنين.

         واريد ان يكون هذا مثلا يحتذى فى كل مجال، فمجتمع المنتجين لا يرى ان يرضى مظاهر الاسراف او التسيب او المظهريات فى اى مجال.

         واذا كان لى ان الخص ما انجزناه سويا فى السنوات الماضية.. وهذه هى دورة مجلسكم الموقر الأخيرة ، فاننا سنجده شيئا رائعا وعظيما.. لقد استلهمنا سويا لأول ما استلهمنا الشخصية المصرية ذات الابعاد الثلاثة، وهى " الاصالة.. والصلابة.. والايمان " دون استيراد مبادىء من خارج هذه الأرض.

         وانتقلنا ايضا بالواقع المصرى من حالة الشرعية الثورية التى استهدفت تغيير مجتمع ما قبل ثورة يوليو الى الشرعية الدستورية التى تقنن وتثبت الأوضاع العامة للمجتمع.. وبدلا من الصراع الطبقى الذى يقوم على الحقد والخصام الاجتماعى وحل الأمن والسلام الاجتماعى الذى يقوم على قيم القرية المصرية وهى الحب والتعاون داخل العائلة الواحدة.

         واصدرنا ايضا الدستور الدائم واعيد بناء الاتحاد الاشتراكى على اساس ورقة التطوير، وتعدد المنابر، واعيد تنظيم الصحافة على اساس اعتبارها سلطة رابعة من سلطات النظام السياسى من خلال تكوين مجلس الصحافة الاعلى الذى يرأسه الأمين العام للاتحاد الاشتراكى ويحكمه ميثاق الشرف الصحفى ويتمتع بكامل حريته فى حدود القانون.

         واعدنا سويا القضاة المفصولين عام 69 الى مناصبهم، واعدنا صيانة حرمة القضاء واستقلاله بعد ما ناله ما ناله.

         واعدنا سويا سيادة القانون، والغينا سويا جميع الاجراءات الاستثنائية التى اتخذتها الثورة على مدى ثمانية عشرة عاما، وخاصة فيما يتعلق بالحراسة ومصادرة الاموال والممتلكات ، واحكام السجن والاعتقال، وفتح الابواب امام جميع المصريين المغتربين منذ الخمسينات للعودة الأمنة دون استثناء الى ارض الوطن. واشتركنا سويا فى اقامة دولة المؤسسات والدولة العصرية ذات المجتمع المفتوح، دولة العلم والايمان ترجمة لثورة التصحيح.

         واشتركنا سويا فى تقرير سياسة الانفتاح الاقتصادى، والانتقال من نظم اشتراكية مستوردة قائمة على ساق واحدة متورمة بيروقراطيا هى القطاع العام.. الى اشتراكية مصرية عربية هى اشتراكية الرخاء، نابعة من اصول وطنية وقومية، تقوم على ساقين قويتين هما القطاع العام والقطاع الخاص.

         وانهينا سويا مهمة الخبراء السوفيت فى مصر، وايدتمونى وايدتم قواتكم المسلحة بالاعتمادات عندما اصدرت قرار تنويع مصادر التسليح العسكرى، وذلك لعدم الاقتصار على مصدر واحد هو الاتحاد السوفيتى، ووافقتم على البدء فى صناعة عسكرية عربية مشتركة مع الأخوة العرب.

         وبتأييدكم انتم ممثلى الشعب وبتأييد شعبنا العظيم قامت قواتنا المسلحة فى 6 اكتوبر بانهاء خرافة التفوق الاسرائيلى الى الأبد.

         لقد استعدنا فى هذا اليوم ثقتنا فى انفسنا، وثقة العالم بنا وبأمتنا العربية ، بعد ظلام طويل من التمزق والانهزامية، ثم ما تبع ذلك كنتيجة لهذا الذى تم من ظهور العرب كقوة سادسة فى عالم اليوم.

         وطرحت ورقة اكتوبر التى ترسم تصور ثورة التصحيح لخريطة الحركة المصرية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا حتى نهاية القرن العشرين، وحصلت بالاستفتاء الشعبى على اكثر من 99% من اصوات الناخبين، وشاركتمونى وايدتمونى ايضا فى تصفية ما انكشف من مراكز قوى جديدة بعد التصفية الأولى عام 1971 ثم اشراك قيادات حرب اكتوبر وحركة التصحيح فى السلطة، وشاركتمونى فى اعتماد سياسة الوفاق العربى والاسلامى فى علاقات مصر العربية والاسلامية دون ما انحياز او انحراف فى محاور سياسية أو عقائدية ونبذ الصراعات الاجتماعية والسياسية داخل الوطن العربى من اجل تضامن ووفاق عربى.. وشاركتمونى وايدتمونى فى الانتقال من علاقة صداقة خاصة مع الاتحاد السوفيتى وعلاقة عداء خاصة مع الولايات المتحدة الى علاقات متوازية فى صداقتها ومصالحها مع كل منهما وذلك دون تمييز او تفريط بين اشتراكية احدهما او رأسمالية الآخر.

         واخيرا فتحتم الطريق لشعبنا ولاجياله المقبلة لكى يعود الى المبادىء الستة لثورة يوليو باعتبارها المقاييس الوحيدة للالتزام.. وذلك دون ما تقيد بالقوالب او جمود فى الصياغات تلك التى فرضتها ظروف وصراعات سابقة خلال مسار الثورة، والتكيف مع التغيرات المحلية والعربية والدولية فى عصر الوفاق الدولى.

         اليس هذا انجازا رائعا لدوراتكم الأربع؟

         احمد الله وادعوه سبحانه وتعالى ان ينير لكم الطريق، وأن يبارك خطواتكم فى دورتكم هذه حتى تحققوا لمصر ما تصبو اليه.

         ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.. ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا.. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

         والسلام عليكم ورحمة الله.


<4>