إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول قضية الشرق الأوسط، 29/10/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 370 - 373"

         - الاعلان العالمى لحقوق الانسان.

         - اعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.

         - مبادئ القانون الدولى الخاصة بالعلاقات الودية بين الدول.

         - اعلان برنامج العمل الخاص بأنشاء نظام اقتصادى دولى جديد.

         - الاعلان الخاص بتعزيز الأمن الدولى.

         - ميثاق الحقوق والواجبات الاقتصادية للدول.

         ولكن ليس معنى هذا ان اغلب شعوب العالم قد حققت مستوى من العيش الكريم " بل اننا على النقيض نجد ان شعوبا كثيرة ما زالت دون المستوى الانسانى، وفى مستوى العدم : ولذلك فان مسئوليتكم كبيرة فى ضمان التفاعل الخلاق والتفاهم بين الدول التى تملك والدول التى لا تملك، وبين الدول الصناعية والدول المنتجة للمواد الخام، بهدف التقدم على أسس من العدالة والمساواة، وبحيث تتوافر للنظام الدولى مقومات الصحة، ضمانا لعدم انفجار الموقف هنا أو هناك، وما ينتج عن ذلك من آثار لا يمكن التنبؤ بأبعادها على سلامة العالم ومقدراته.

         ويحضرنى بهذه المناسبة يا سيادة الرئيس، الحوار الذى بدأ فى الدورتين الخاصتين للجمعية العامة بخصوص مشاكل المواد الاولية والتنمية، والتنمية والتعاون الاقتصادى الدولى، والذى يدفعنى الى الاعتقاد ان هناك تحركا على الطريق السليم، وان كنا ما زلنا بعيدين كل البعد عن التوصل الى اتفاق عادل فى تلك المسائل المركبة والمعقدة، وان كان اقتناعى ان الحل الاساسى يكمن فى ايماننا جميعا بان التطرف والمواجهة لن تؤدى الى اية حلول، وان فى اتباع المنطق والاعتدال وتفهم مواقف الآخرين يكمن مفتاح التعاون من اجل التقدم والعمل الايجابى من اجل خير البشرية.

         ونحن فى مصر على استعداد، بل نلتزم، بالمشاركة فى هذا الجهد الضخم الذى يحتاج الى تعاون وثيق منا جميعا، وفى تفهم القضايا وتشخيص الداء، بحيث نتمكن من الاتفاق على العلاج السليم قبل ان يفوت الوقت ويستفحل المرض، وفى التزامنا هذا، فان اعتقادى الجازم أن غالبية دول العالم تشاركنا الايمان بحتمية المسارعة وبالحاح فى الوصول الى حلول سلمية، وعادلة ، مع تطبيقها تدريجيا وعلى خطوات.

السيد الرئيس:

         ارتباطا بكل ما سبق ، فاننا فى مصر مدركون انه لابد لنا، شأننا فى هذا شأن سائر الدول الأخرى: ان ندرس وبعمق ما يجرى حولنا من متغيرات على المستوى الدولى، فالوفاق الدولى سواء اكان استراتيجيا ام تكتيكيا هو حدث دولى بالغ الأهمية"، وقد يكون ذا خطورة غير محدودة اذا خرج عن هدفه المعلن، وهو الهدف الذى نرجو ان يكون هو الغرض الأساسى والحقيقى من وراء هذا التحول الجديد فى العلاقات الدولية.

         ونحن فى مصر مع الوفاق ونرحب به اذا اخذ فى الاعتبار مصالح الدول الصغرى ومقدراتها وامانى شعوبها، فالوفاق لا يمكن ان يكون وفاقا الا اذا كان تفاعلا من القاعدة الى القمة، وهو لا يمكن فى نظرنا ان يكون أملاء من اعلى الى اسفل، فاذا كان الوفاق شعارا للسلام والاستقرار بين القوتين العظميين فقط عن طريق التفاهم فى ميدان الاسلحة النووية والضمانات الخاصة بها، أو عن طريق التعاون فى ميادين التكنولوجيا والتجارة وغيرها. وبمعزل تام عن باقى شعوب العالم، فانه لا يكون إلا تحول لاخير فيه ، يجب ان تقف ضده الدول الأخرى المتوسطة والصغرى ، اما اذا كان الوفاق تحولا استراتيجيا عميقا يهدف الى اقامة سلام عادل وحقيقى لكافة الشعوب فاننا نرحب به ونتعامل معه ونتفاعل ولذلك فانه يجب الا تكون مجالات اتخاذ القرارات مقصورة على الدولتين العظميين، كما ان مجال تبادل الخبرات والتكنولوجيا والمنفعة المتبادلة، لا يصح ان يكون حكرا على هاتين الدولتين وانما يجب ان يمتد نطاقه يشمل جميع دول العالم.

         وبدون هذا الفهم العميق للوفاق الدولى وحسناته ومحاذيره لا يمكن ان يكون الوفاق استجابة لرغبات الشعوب فى نبذ الحرب، واحلال السلام، او ان يحقق رغباتها فى الوصول الى مستوى حضارى يتفق مع الكرامة الانسانية عن طريق تبادل المعلومات والتكنولوجيا على اوسع نطاق ممكن، وبدون تمييز او احتكار، اما اذا اقتصر على الدولتين العظميين فان النتيجة الحتمية هى اتساع الفجوة بين هاتين الدولتين من جانب، وبين دول العالم وشعوبه من جانب آخر، وصعوبة التفاهم والتفاعل، وهنا يكمن الخطر الحقيقى فكلما اتسعت هذه الفجوة كلما صعب التوصل الى ارساء قواعد عادلة، تحقق المساواة بين الدول كبيرها وصغيرها، وكلما ازداد التخلف وانتشر، كلما اقتصر التقدم والرفاهية على مجموعة محدودة من الشعوب. وحصيلة كل هذا فى النهاية هى الانفجار آجلا ام عاجلا. وغنى عن البيان انه فى تلك المرحلة الحرجة التى نمر بها، وفى المستقبل القريب، فان مكمن الحروب هو هذا التفاوت الشاسع بين المستويات نتيجة الاحتكار وسوء التوزيع، ورفض الشعوب ان تساق، بدلا من ان تشارك وتسهم بفاعلية فى المسيرة الانسانية الكبرى نحو غد افضل.

السيد الرئيس..

         من هذا المنطلق، واذا سمحتم لى، فأننى لا اجد أسلوبا أفضل ألخص لكم به، وعن طريقكم الى العالم اجمع، سياسة مصر  والخط الذى ارتضيناه لانفسنا ، مما ذكرته فى مجلس الشعب المصرى يوم 18 اكتوبر الماضى حين قلت:" اننا مع كل قضية عادلة ،ومع كل حركة تحرير وطنى، لأننا نحن انفسنا اصحاب قضية، وطلاب عدالة... ونحن نؤمن بميثاق الأمم المتحدة ونطالب الغير باحترام الأمم المتحدة وتنفيذ مواثيقها وقراراتها... ونحن ما زلنا وسنظل ان شاء الله نقوم بمسئولياتنا ومسئولية دورنا القيادى المرموق، فى تجمعات دول عدم الانحياز، ودول منظمة الوحدة الافريقية، موحدين صفوفنا معها فى شتى القضايا السياسية

<2>