إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


خطاب الرئيس محمد مرسى في احتفال القوات المسلحة بتسليم السلطة

خطاب الرئيس محمد مرسى في احتفال القوات المسلحة بتسليم السلطة[1]

القاهرة، في 30 يونيه 2012

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد له رب العالمين .." وما النصر إلا من عند الله ".

السيد المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع

السادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقيادات القوات المسلحة

السادة الضيوف الحضور جميعا.. الضباط والجنود

الأخوة والأبناء رجال القوات المسلحة

أحييكم من كل قلبي تحية واجبة

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

في هذا اليوم المشهود العظيم الذي لم تشهد مصر مثله قبل ذلك، والذي يبرهن حقيقة على أن أبناء مصر نسيج واحد .. يبرهن على أن أبناء مصر على قلب رجل واحد .. يبرهن على أن شعب مصر وقواته المسلحة يصدرون عن أرض واحدة ، ويتحركون نحو هدف واحد .

اليوم نرى ويشهد الشعب العربي والإسلامي والعالم كله نموذجا فريدا لم يروه من قبل .. كيف تنتقل السلطة من القوات المسلحة المصرية طبقا لإرادة الشعب المصري إلى سلطة مدنية منتخبة.. هذا يوم فارق في تاريخ مصر وهذا نموذج سيدرس في العالم بعد ذلك.

اليوم ندلل بذلك على أننا بحق أبناء مصر وما بيننا من أخوة وعمق انتماء " أصيل ويبرز كلما لزم الأمر، واضحا هكذا مثل اليوم.

إن هذه الشمس التي نستظل بها هذا اليوم الكريم هذا اليوم الذي يحفر اليوم بخطوط من نور سيكون نبراسا للأجيال القادمة .. لكي يروا أنه في تاريخ  مصر .. جاء يوم يقف فيه رجال القوات المسلحة .. يقف فيه قيادات القوات المسلحة .. يقف فيه الضباط والجنود .. يقف فيه أبناء المؤسسة الغالية على شعب مصر .. يقفون فيه ليقولوا، نعم لإرادة المصريين.. يقفون فيه، ليقولوا نعم، ويسلمون السلطة بارتياح .. يسلمون السلطة برضا.. يوفون بما عاهدوا الله سبحانه وتعالى وهذا الشعب عليه .

التحية إلى القوات المسلحة "اليوم أقول رجال ضباط جنود ، وأنا عندما أقول جنود لا أنسى ضباط الصف يقف هؤلاء جميعا ليقولوا نعم لإرادة الشعب ، أنا لا أقول أن الجيش المصري ينحني لأحد.. إنما ينحني لله فقط، ولكنهم بإرادتهم الحرة يقدمون تحية واجبة رأيناها في البيان الأول بعد الثورة يوم 11 فبراير عندما قدم من قدم البيان تحية عسكرية للشعب المصري وكان ذلك معناه أن التحية لا تؤدى كما نعلم إلا لمن هو أعلى رتبة وأكبر إرادة ، كان ذلك إقرار من القوات المسلحة بأن الشعب المصري هو صاحب الإرادة الأعلى .

من هذا المنطلق بكل احترام وإعزاز وتقدير .. فإنني أقبل السلطة من المشير حسين طنطاوي، وأخوانه في المجلس الأعلى، ومن قيادات القوات المسلحة، بكل فروعها وجيوشها ومن ضباطها وضباط صفوفها "أتقبل هذه المسئولية لأكون مسئولا عنهم ..كما أنني مسئول عن الشعب المصري جميعا " وهم في القلب.

إن تأدية التحية للشعب المصري، توجت اليوم بتأدية التحية العسكرية لرئيس مصر المنتخب، أقدر ذلك كل التقدير، ويقدره الشعب المصري كله، ويقدره العالم ، ويرى فيه النموذج الفذ ، كيف يكون المصريون على قلب رجل واحد وكيف تكون الجندية بحق.

انني سوف أتلقى ذلك بكل فخر واعتزاز وتمنيت لو أن كل الأعراف العسكرية والتقليدية والبروتوكولات تسمح لي برد التحية العسكرية كما فعلتم..ولكنى أردها بقلبي وعقلي ووجداني عليكم جميعا.. أنتم إخواني .. أنتم أبنائي أنتم ملء القلب والسمع والبصر.

انني أشهد بالكثير بالذي لا يعلمه الناس أنكم كنتم دائما عند ظن شعبكم بكم، أشهد أنكم كنتم تقدرون المسئولية.. أشهد أنكم كنتم دائما الرجال الذين يعتمد عليهم رغم صعوبة الطريق ووعورته.. أشهد لكم أمام الله وأمام الشعب ما حييت وبعد ذلك أمام ربي في لقاء نصير إليه جميعا أنكم تحبون وطنكم وأنكم تحرصون على تحقيق مصلحته وأنكم تعلون من شأنه وأنكم تتعاونون معه في خندق واحد وأنكم دائما لا تكونون إلا معه لتكونوا مع الشعب بقيادة رئيس مصر المنتخب الجديد يدا واحده على من سوانا نسالم من يسالمنا ولا نسمح لأحد أن يعتدي علينا.

أنتم قادرون على ذلك وكلى ثقة وامتنان لقدراتكم الفنية المتميزة لوسائلكم وآلياتكم وتدريباتكم وعمق علمكم ومعرفتكم بالعسكرية الدولية وبالتاريخ العسكري المشرف.

    أنتم دائما ستكونون في قلبي وتكونون دائما تحت ناظري ، لن يمس حق من حقوقكم الحقوق الكاملة.. لهؤلاء الرجال والدعم الكامل المتزايد المتنامي لهذه المؤسسة قيادة جندا وضباطا وضباط صف.

    أنتم ستنالون كل العناية .. فهذا ليس منة مني، ولا من أحد، ولكن هذا هو حقكم ، لأنه عندما تأخذون حقوقكم كاملة سوف أطالبكم ويطالبكم المصريون جميعا وأنتم أهل لذلك ، أنتم شرف هذا البلد

أنتم الرجال الكرام الذين يلبون النداء، فإذا قلت "من " كرئيس للجمهورية.. تقولون نعم لمصر وأهلها وحماية حدودها وأمنها في الداخل والخارج.. لن تتركوا أماكنكم في الداخل في هذه المرحلة لأن الوطن في حاجة إليكم .. ستبقون في أماكنكم في الداخل .. لأننا نريد أن نعيد ترتيب منظومة الأمن المصري ونحرص في ذلك على رجال الشرطة الكرام لأنهم جزء من منظومة الشعب المصري.

انني لا أريد أن أنظر خلفي أو أسفل الأقدام، وإنما ننظر أمامنا.. فالشرطة من أبناء مصر ومن رجالها الكرام ، وهم إن شاء الله بوجودكم في المرحلة الانتقالية التي طالت عليكم ، لكني سأبذل كل جهدي لأن تقصر المرحلة القادمة ، ليس لأنني لدى أي شك في حماية الداخل والخارج ، ولكن بالدرجة الأولى أن تفتحوا الأعين كلها وأن توجهوا الجهود كلها وتعدوا العدة كلها لحماية أمن هذا الوطن لكل من تسول له نفسه أو يكون لديه هاجس من هنا أو هناك أن يعتدي علينا بقول أو بفعل.

الأخوة والأبناء القادة والجنود

هذا يوم يشهده العالم معنا والغد أفضل إن شاء الله .. أدعوكم إلى إعداد العدة.. أدعوكم إلى الاستعداد العالي دائما.. أدعوكم ولا أريد أن أقول آمركم بأن تحسنوا وترتقوا بالتدريب ، وأن تطلبوا كل ما تشاءون فسوف يكون متوافرا.

    وأضاف الرئيس قائلا أن مصر لديها الكثير ، وعلى قمة الأولويات أن يطمئن الناس إلى الأمن والاستقرار.. فرجال الشرطة سوف يكون لديهم دور كبير ومطالبهم كلها ستلبى من أجل حماية الوطن من الداخل .. وأنتم تلبى كل مطالبكم لتقوموا بحماية الوطن من الخارج مع باقي أجهزة الأمن الأخرى المتداخلة معكم والتي تتعاون بقيادتها وتفاصيل عملها تحت مع هذا الصرح العظيم الذي بنيتموه بسواعدكم، دائما سندعم هذه السواعد .

وتابع قائلا: إن ما ننظر إليه في المستقبل هو حماية هذا الوطن من داخله ومن خارجة، إذا أطمئن الناس إلى ذلك سوف ينتجون سوف ينصرفون إلى العمل .. سوف تقل الخلافات بينهم .. سوف تبدأ مصر في منظومة تنمية لم تحدث من قبل وكلى يقين بتوفيق الله في المستقبل قادرون على ذلك.(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).

إذا أديتم ما عليكم .. إذا كنا يدا واحدة إذا وظفنا كل مواردنا لصالح وطننا .. إذا قمنا بواجبنا كاملا لا نخشى إلا الله ، وآخرين من دونهم لا نخشاهم ، لأننا إن لم نعلمهم فالله يعلمهم ويكفينا إياهم .

أحييكم جميعا.. وسوف أقوم في المستقبل أقود حفلا لتكريمكم بمعرفتي إن شاء الله، فأنتم تستحقون ذلك .. قيادتكم وجنودكم ضباطكم وضباط الصف وكل ممن يعملون معكم أيضا من المدنيين.. كلكم أهل تقدير وتستحقون بحق هذا التقدير .

أحييكم جميعا مرة أخرى وأشكركم أيها العيون الساهرة، هذه الشمس لا تقلقنا لأنها خير، ولأنكم تعملون في هذه الظروف وأنا من الآن جزء منكم، فهذه الشمس شمس خير وأنا فرح ومسرور بها.

أشكركم أيها الأحباب الكرام وأحييكم أيها القادة العظام ، وانتظر الكثير منكم وتحية من القلب إلى كل أبنائي ضباط وجنود وضباط صف والعاملين المدنيين في هذه المؤسسة .. أشكركم جميعا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 



[1] الهيئة العامة للاستعلامات