كلمة الرئيس محمد مرسي في احتفالية ليلة القدر[1]

 في 12 أغسطس2012

الأخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

الأخ هشام قنديل رئيس الوزراء

الأخ وزير الأوقاف طلعت عفيفي

السادة الوزراء الكرام السادة الحضور

الإخوة والأخوات

حديث من القلب إلى شعب مصر إلى العالم أجمع أحييكم بتحية الإسلام الخالدة السلام عليكم.

كل عام وأنتم بخير هذا هو رمضان ليلة الخامس والعشرين من هذا الشهر وكعادته مضى سريعاً لعلها أن تكون ليلة القدر ونحن نعرف أن الله كرم الأمة بالإسلام وخصها بشهر رمضان وكرم رمضان بليلة القدر هذه ليلة كرمها ربنا بنزول القرآن الكريم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كرم الأمة بالقرآن وعندما نحتفل بهذه الليلة نحتفل بالقرآن الكريم الذي فيه كل ما نحتاج إليه.

يا أهل السنة والجماعة يا رجال الأزهر يا علماء الأمة يا أصحاب الهمة والإرادة يا من قدمتم لهذه الأمـة لأكثر من ألف سنة رجالاً أشداء، أعليتم القيمة وأديتم الواجب وكنتم خير خلف لخير سلف.

مصر حاضنة الأزهر والإسلام. إن مصر وتاريخ مصر يشهد بأن علماء الأزهر كانوا منارات الأزهر كانوا قادة للنهضة والتنوير والعلم والمقاومة.

ها هي مصر تنتفض لتقود الأمة بعد أن طغى عليها أعداءها وتآمر عليها من جاءوا من خارجها ووجد من يعيش علي أرضها من يتعاون معهم

مصر تنتفض في رمضان لقد كان نصر العاشر من رمضان نصراً للأمة الإسلامية عندما قامت ثورة يناير حققت بعض أهدافها ومازالت تتحقق بقيتها بإرادتها الحرة بإرادات حددها ربها. الثورة البيضاء المباركة التي ظهرت فيها العمائم البيضاء.

هذا هو حالنا نؤدي واجبنا وندعو ربنا أن يوفقنا لما نسعى اليه لتحقيق أهداف ومطالب الثورة والشعب والأمـة فإن مقاصد الشريعة لا يمكن أن تتعـارض مع رغبة الأسرة وإنما تحققها رويداً رويداً .

نحن نتوكل على الله في كل أمورنا (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).

الإسلام فيه كل ما نحتاج إليه نحن نسعي للاستقرار والأمن والأمان والنهضة والتنمية نسعى للإنتاج لنأكل من عمل أيدينا لنتقن ما نفعل في كل المجالات الثقافة والتعليم والصحة والزراعة نتحرك نحو غد أفضل لا تقلقلوا لأن الله يرعى هذه الأمة ليست بيدي وإنما بإرادة الله.

ضيق الصدور يأتي من ضيق الرؤية لن نستمع إلا إلى ما يقربنا من بعضنا البعض ويرضى ربنا عنا إلا لصوت المصلحة العليا للوطن.

ما اتخذت اليوم من قرارات لم توجه لأشخاص أو مؤسسات ولا يمكن أن يكون هدفي التضييق على حرية من خلقهم الله أحراراً.

لابد من الوفاء لمن كانوا أوفياء لا أقصد أن أوجه لأحد أو لشخص لم تكن رسالة سلبية، وإنما قصدت مصلحة هذه الأمة وهذا الشعب أراد الله له الخير ومن إرادته أن دل الأمة للسلم والخير فما تباغضت وإنما توفقت واتحدت بإرادة الله وبإرادة الشعب الذي هو في الإسلام مصدر السلطة "وليت عليكم وليست بخيركم"، أعينوني بقوة كي نمضي لمستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا أطلب العفو من الله وأقول لكم إن أمامنا تحدياً كبيراً يواجه الشعب وأدعوكم أن تتيقظوا وأن تفتحوا القلوب للتحدي.

اعلموا أنه طال رقاد الأمة وطال العدوان عليها حتي خرجت من معادلة التاريخ واليوم يعود الشعب بثورته المباركة وبرغبه أبنائكم . لم يقصد من قراراته التي اتخذها اليوم الطغيان أو قهر أحد وإنما نهضة الوطن والعمل سوياً لما يقود الأمة للأمام.

كل الشكر والعرفان لأبنائي وإخواني للرجال الكرام في القوات المسلحة أريد لهم الخير كل الخير أريد لهم أن يتفرغوا لمهمة حماية الوطن وحماية الأوطان أريد لهم القوة الفاعلة والإرادة الماضية وعلو الهمة ومهارة الأداء والقدرة علي اتخاذ القرار وتنفيذه.

لن يسمح لأحد أن يهدد أوطاننا أو يعبث بأمننا أو ينشر بعض الأقوال التي تهز صورة الأوطان لن نسمح بذلك مهما كانت التكاليف والوسائل لن نعجز عن أن نستخدم وسيلة تحقق استقرار الوطن.

وكل ما يحدث في سيناء والحملة التي أقودها بنفسي لا يمكن أن تكون ضد أهالي سيناء وإنما هي ضد من بغي وطغي وتآمر وخطط وقتل هؤلاء الخونة والمجرمين لن تأخذنا فيهم رأفة ولا شفقة سنمضي ولدينا ما نستطيع به بإرادة الله أن نتخلص من بقايا البؤر الإجرامية.

إنني لن أنام هادئ البال حتى يستقر أبناء سيناء على أرضهم، وأن رجال الشرطة والجيش استطاعوا أن يصلوا إلي بعض العناصر عدد ليس بالقليل وهم الآن يمسكون بخيوط الموقع وسيلاحقون الإرهاب حتى القضاء عليه.

وجهت المسؤولين في الشرطة والجيش بالتصدي لقطاع الطريق لأنها جريمة، من لديه مظلمة فإنني آثم إذا لم استمع إليه ولكن لا نقطع الطرق ولا نستخدم أساليب العنف والقهر لابد أن يعيش الناس في أمن واستقرار وهذه مسؤوليتنا .

على الشعب أن يجد ويعمل الشعب الكريم صاحب الثورة والأهداف العليا بإرادته سوف تنمو هذه النهضة وتنهض الأمة سوف تسير إلى بر الأمان. " ولا تنسوا الفقراء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته