إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


البيان الختامي الصادر عن الدورة العاشرة لمؤتمر القمة الإسلامي

مؤتمر القمة الإسلامي الحادي عشر، دورة الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، دكار – جمهورية السنغال

قرارات قضية فلسطين ومدينة القدس والنزاع العربي الإسرائيلي، القرار الرقم 2/11 - PAL (IS)

المصدر  "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

 

القرار الرقم 2/11 - PAL (IS)

بشأن

مدينة القدس الشريف

 

إن مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في دورته الحادية عشرة (دورة الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين) دكار، جمهورية السنغال، في يومي 5 و6 ربيع الأول 1429هـ، الموافق 13 و14 مارس 2008؛

بعد أن درس تقرير الأمن العام بشأن مدينة القدس الشريف، المتضمن في الوثيقة الرقم (OIC/SUMM-11/2008/PAL/SG.REP)؛

وإذ ينطلق من مبادئ وأهداف ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي؛

وإذ يستند إلى القرارات الإسلامية، التي تؤكد أن قضية القدس الشريف تشكل جوهر قضية فلسطين، التي هي جوهر النزاع العربي الإسرائيلي، وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بعودة مدينة القدس الشريف إلى السيادة الفلسطينية، بوصفها عاصمة لدولة فلسطين؛

وإذ يستذكر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وخاصة القرارات 242 (1967) و252 (1968) و338 (1973) و465 و476 و478 (1980) و1073 (1996)، المتعلقة بمدينة القدس الشريف؛

وإذ يؤكد قراري الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 2/10 الصادر بتاريخ 24/4/1997م، والرقم د أط 3/10 الصادر بتاريخ 15/7/1997م، بخصوص الأعمال الإسرائيلية غير الشرعية في القدس الشرقية المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة،

وإذ يعرب عن إدانته الشديدة لاستمرار وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس الشريف والمدن الفلسطينية الأخرى، وتدنيس الأماكن المقدسة،

وإذ يؤكد مجدداً جميع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن القدس، بما في ذلك القرار الرقم 681 بتاريخ 20/12/1990، الذي نص على انطباق جميع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م المتعلقة بحماية المدنيين زمن الحرب على الشعب الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشريف،

وإذ يندد بشدة بإجراءات إسرائيل وممارساتها غير الشرعية والمخالفة لكل القرارات والقوانين الدولية، التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة القدس الشريف والهادفة لتهويد المدينة المقدسة، وطمس معالمها العربية والإسلامية،

وإذ يدين إسرائيل بشدة لمحاولاتها عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وإقامة الأسوار حولها، والتي تحول دون وصول المصلين المسيحيين إلى أماكن عبادتهم في القدس الشريف ومدينة بيت لحم:

1. يؤكد مجدداً جميع القرارات الصادرة عن المؤتمرات الإسلامية ذات الصلة، بما في ذلك الصادرة عن لجنة القدس في دوراتها السابقة، وخاصة دورتها التاسعة عشرة.

2. يؤكد أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق ما لم تنسحب إسرائيل في جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وفي مقدمتها مدينة القدس الشريف، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 242 (1967).

3. يؤكد دعم موقف دولة فلسطين الذي يستند إلى التمسك بالسيادة على القدس الشريف، بما فيها الحرم القدسي الشريف وجميع الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، التي تشكل جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيه 1967، كما يؤكد أن القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين المستقلة. وفي هذا الصدد، يؤكد المؤتمر رفضه لأية محاولة للانتقاص من السيادة الفلسطينية على القدس الشريف.

4. يؤكد بطلان جميع الإجراءات والممارسات الاستيطانية الاحتلالية في القدس وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، انسجاماً مع قرارات الشرعية الدولية والمواثيق والأعراف الدولية، التي تعد كل التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية والاستيطانية الإسرائيلية، الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والديمغرافي والعمراني والتراثي والحضاري لهذه المدينة المقدسة، باطلة ومخالفة لقرارات الشرعية الدولية والمواثيق والأعراف الدولية، ومنافية للاتفاقات الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ومطالبة مجلس الأمن بإحياء اللجنة الدولية للإشراف والرقابة لمنع الاستيطان في القدس والأراضي العربية المحتلة، طبقاً للقرار الرقم 446.

5. يطالب جميع دول العالم الالتزام بقرار مجلس الأمن الرقم 478 (1980)، الذي يدعو إلى عدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى مدينة القدس، وتنجب التعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعاملاً يمكن أن يفسر بأنه اعتراف ضمني بالأمر الواقع الذي فرضته إسرائيل، التي تدعي أن مدينة القدس عاصمتها. ويدعو إلى قطع العلاقات مع أية دولة تنقل سفارتها للقدس، أو تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

6. يطالب الدول والمؤسسات والهيئات الدولية الالتزام بالقرارات الدولية بشأن مدينة القدس ، بوصفها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، ويدعوها كذلك إلى عدم المشاركة في أي اجتماع أو نشاط يخدم أهداف إسرائيل في تكريس احتلالها ومضها للمدينة المقدسة.

7. يدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى حمل إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومنعها من إجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني في مدنية القدس الشريف، وإلزامها بوقف وإزالة جدار الفصل العنصري الذي تقوم ببنائه حول مدينة القدس الشريف، ورفع الحصار عنها، والتوقف عن هدم المنازل وسحب الهويات من المواطنين الفلسطينيين، وتفريغ مدينة القدس الشريف من مواطنيها العرب.

8. يدين إسرائيل لهدمها تلة باب المغاربة، ولقيامها بأعمال الحفريات حول وتحت المسجد الأقصى المبارك، والسعي إلى بناء الكنس في محيطه، والتدمير المتعمد للأماكن الأثرية والتراثية في مدن القدس ونابلس والخليل. ويدعو منظمة اليونسكو إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية بخصوص المحافظة على تراث مدينة القدس التاريخي.

9. يدين بشدة محاولات إسرائيل المستمرة فرض سيطرتها على الحرم القدسي الشريف، ومحاولاتها المتكررة للتدخل في شؤون إدارة الأوقاف الإسلامية، ويدين كذلك خطط إسرائيل الرامية  إلى فرض وقائع على الأرض باستخدام القوة المسلحة، والسماح للجماعات اليهودية المتطرفة بتدنيس ساحات المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيها، واحتلال المباني اللاصقة له، ويعد المؤتمر هذه الإجراءات أعمالا استفزازية متعمدة تفسح المجال للمنظمات اليهودية المتطرفة مواصلة انتهاكاتها المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وإقامة وجود لها على ساحاته، ومواصلة عمليات السطو على المآثر الدينية والتاريخية والثقافية في مدينة القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة.

10. يدين بشدة السلطات الإسرائيلية لاستمرارها في إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس الشريف، ويعد هذه الإجراءات التعسفية انتهاكاً متواصلاً للاتفاقات المعقودة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في إطار عملية السلام، ولخارطة الطريق، وللمعاهدات والمواثيق الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م، ونقضاً للمبادئ والأسس التي قامت عليها عملية السلام في مدريد.

11. يدين المؤتمر إسرائيل بشدة لاستمرارها في هدم منازل الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم، ضمن مخططها الرامي إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير الواقع السكاني فيها، وتفريغها من سكانها الأصليين وإحلال المستعمرين مكانهم.

12. يناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة التدخل على وجه السرعة، وفاءً لمسؤولياتهما في تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية المدنيين والأماكن المقدسة، لوضع حدٍ للاعتداءات الإسرائيلية التي تذكي أجواء التوتر في المنطقة، وتعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.

13. يؤكد مواصلة العمل والتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية، خاصة منظمة اليونسكو ولجنة التراث العالمي، من أجل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بمدنية القدس الشريف. وفي هذا الإطار يطلب من الأمانة العامة تنظيم فعالية وندوات حول المحافظة على الطابع التاريخي والحضاري الإسلامي لمدينة القدس الشريف، وسبل مواجهة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير المعالم التاريخية والديموغرافية والحضارية والدينية للمدينة المقدسة، وذلك بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية.

14. يدعو الفاتيكان والكنائس الشرقية، وغيرها من الكنائس والمقامات الدينية المسيحية، للمشاركة في العمل على مقاومة تهويد مدنية القدس الشريف، حرصاً منها على احترام البعد الروحي لجميع الأديان، وضماناً للتعايش السلمي بينها، والتزاماً بقرار مجلس الأمن الرقم 242 بتاريخ 22/11/1967م، الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، بما فيها مدينة القدس، وكذلك قرارات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة. كما يطالب بتقديم الدعم لسكان القدس الشريف في مقاومتهم إجراءات التهويد واقتلاعهم من مدينتهم.

15. يدين إسرائيل بشدة لاعتداءاتها المستمر ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة التهديدات باقتحام المسجد الأقصى المبارك وإلحاق الأذى به، ويحمَّل إسرائيل "القوة المحتلة" المسؤولية الكاملة لما ينجم عن هذه الاعتداءات، التي تجري تحت سمع وبصر وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

16. يدين مشروع إقامة مترو يهدف إلى ربط مدينة القدس بالمستوطنات الإسرائيلية التي أقامتها إسرائيل في الضفة، والتأكيد على عدم قانونية ذلك المشروع، ودعوة الشركتين الفرنسيتين المتعاقدتين للانسحاب فوراً واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهما في حالة عدم استجابتهما، كما يدعو الحكومة الفرنسية الصديقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال.

17. يؤكد مجدداً قرارات المؤتمرات الإسلامية السابقة، التي تؤكد دعم مدينة القدس الشريف وتعزيز صمود أبنائها، ويدعو الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم لبيت مال القدس الشريف وصندوق القدس، لتمكينهما من تأدية مهامها في المحافظة على الطابع العربي والإسلامي والحضاري لمدينة القدس، وتعزيز صمود أهلها في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية المستمرة لتهويد المدينة المقدسة.

18. يؤكد أهمية تنفيذ ما دعت إليه القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة بالتبرع بدولار واحد من كل مسلم، لدعم وقفية صندوق القدس.

19. يؤكد دعمه لجهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم مدينة القدس الشريف والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية، ودعم صمود أهلها في وجه محاولات التهويد التي تتعرض لها.

20. يكلف الأمين العام بمتابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقرير في الموضوع إلى الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي.

-----