مؤتمر القمة الإسلامي الرابع الاستثنائي، دورة " تعزيز التضامن الإسلامي"

مكة المكرمة – المملكة العربية السعودية

المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

 

 

القرار الرقم 1/4 EX (ق.إ)

بشأن

قضیة فلسطین

 

إنّ مؤتمر القمة الإسلامّي الاستثنائي الرابع المنعقد في مكة المكرمة یومي 26 و27 رمضان 1433ه الموافق 14 و15 أغسطس 2012م؛

بعد أن درس تقریر الأمین العام بشأن قضیة فلسطین؛

وإذ ینطلق من المبادئ والأهداف الواردة في میثاق منظمة التعاون الإسلامّي؛

وإذ  یستند إلى القرارات الإسلامّیة بشأن قضیة فلسطین والنزاع العربي الإسرائیلي؛

وإذ  یستذكر القرارات الصادرة عن الجمعیة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وخاصة القرارات رقم 242 (1967) و252 (1968) و338 (1973) و425 (1978) و465 (1980) و476 (1980) و478 (1980) و681 (1990) و1073 (1996) و1397 (2002) و1435 (2002) و1515 (2003)، وقرار الجمعیة العامة رقم 194 الخاص بقضیة اللاجئین، وقرا ر الجمعیة العامة رقم ES10-10 في دورتها الاستثنائیة الطارئة العاشرة لعام 2002، حول الأعمال الإسرائیلیة غیر القانونیة في القدس الشرقیة المحتلة وباقي الأراضي الفلسطینیة المحتلة، وكذلك قرار الجمعیة العامة رقم ES-10/15 حول جدار الفصل العنصري الذي تبنیه قوة الاحتلال الإسرائیلي في  الأراضي الفلسطینیة؛

وإذ یشیر إلى القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربیة والفلسطینیة المحتلة؛

وإذ یعرب عن إدانته الشدیدة لاستمرار إسرائیل في ارتكاب جرائمها ومذابحها وممارساتها وإجراءاتها القمعیة والإرهابیة ضد الشعب الفلسطیني والاعتداء على مقدساته ومؤسساته الوطنیة، ولمواصلتها سیاسة الاستیطان، وبناء جدار الفصل العنصري، وتوسیع المستوطنات القائمة ومصادرة الأراضي والأملاك، وتدمیر المنازل، واستمرار سیاسة العقوبات الجماعیة والاغتیالات ضد المواطنین الفلسطینیین في جمیع الأراضي الفلسطینیة المحتلة وحصار وعزل مدینة القدس الشریف وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، والإساءة إلى المقدسات الإسلامّیة والمسیحیة، وفرض الحصار الجائر على قطاع غزة وقطع إمدادات الوقود والغذاء والدواء عن سكانه؛

وإذ یشید بصمود الشعب الفلسطیني ونضاله العادل من أجل استرداد حقوقه الوطنیة الثابتة؛

وإذ یعقد العزم على دعم الشعب الفلسطیني لنیل حقوقه الوطنیة الثابتة بكل السبل والطرق الممكنة:

1. یؤكد مجدَّداً الطابَع المركزيَّ لقضیة فلسطین، وفي القلب منها القدسُ الشریف، وأهمیتهَا للأمة الإسلامّیة جمعاء، وضرورة الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامّیة والمسیحیة المقدسة. ویجدد إدانتهَ الشدیدة لإسرائیل، السلطةِ القائمة بالاحتلال، لعدوانها المتواصل على الأماكن الإسلامّیة والمسیحیة المقدسة في القدس الشرقیة المحتلة. ویؤكد مجدداً أن القدس الشریف جزء لا یتجزأ من الأرض الفلسطینیة التي تحتلها إسرائیل منذ عام 1967، وأن أي إجراءات تتخذها إسرائیل، السلطة القائمة بالاحتلال، لفرض قوانینها وولایتها وإداراتها على مدینة القدس الشریف، ومحاولاتها لتغییر طابع ومركز مدینة القدس الشریف، هي إجراءات غیر قانونیة، ولاغیة وباطلة ولیست لها أیة شرعیة، ویجب إلغاؤها فوراً؛

2. یدین بشدة الإجراءات الإسرائیلیة العنصریة المتمثلة في هدم المنازل، وإلغاء حقوق الإقامة وطرد وتشرید العدید من الأسر الفلسطینیة من أحیاء القدس الشرقیة.

3. یحذر من مسعى سلطات الاحتلال الإسرائیلي لتقسیم المسجد الأقصى المبارك بین المسلمین والیهود وتخصیص أوقات للیهود للصلاة فیه، ویؤكد أن المسجد الأقصى- قبلة المسلمین الأولى، بكل أركانها ما فوق الأرض منها وما تحت الأرض- كل لا یتجزأ، وانه حق خالص للمسلمین وحدهم وسیبقى كذلك. ویندد باستمرار الحفریات الإسرائیلیة في مدینة القدس المحتلة، بما فیها المواقع الدینیة وما حولها.

4. یقرر تبني الخطة الإستراتیجیة متعددة القطاعات، الخاصة بالقدس، التي تم اعتمادها في الدورة الثامنة والثلاثین لمجلس وزراء الخارجیة كإطار لتحدید أولویات التمویل الإسلامّي لمدینة القدس، ویدعو الدول الأعضاء إلى دعم احتیاجات القدس ومؤسساتها وأهلها وفقا لهذه الخطة الإستراتیجیة ودعم المشاریع المتضمنة فیها. ویعهد إلى الأمانة العامة بمتابعة تنفیذ هذه الخطة بالتنسیق مع دولة فلسطین.

5. یدین بشدة مواصلة وتكثیف إسرائیل، السلطة القائمة بالاحتلال ، لأنشطتها الاستیطانیة الاستعماریة غیر القانونیة وتشیید الجدار العنصري الفاصل في الأرض الفلسطینیة المحتلة، ولاسیما في القدس الشرقیة المحتلة وما حولها وفرض القیود على دخول القدس الشرقیة والإقامة فیها وزیادة عزل المدینة عن محیطها، منتهكة التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقیة جنیف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والفتوى التي أصدرتها محكمة العدل الدولیة في 9 تموز/ یولیه 2004. ویحث المؤتمُر المجتمَع الدوليَّ، بما في ذلك مجلس الأمن الدولّي والأطراف السامیة المتعاقدة في اتفاقیة جنیف الرابعة، على بذل جمیع الجهود لتحمل مسؤولیاته في هذا الصدد.

6. یطالب دول العالم بعدم توقیع أیة اتفاقیات أو اتخاذ أي إجراء ینتهك القوانین والقرارات الدولیة الخاصة بمدینة القدس باعتبارها جزءا لا یتجزأ من الأرض الفلسطینیة المحتلة عام 1967، وطالب المجتمع الدولي، مجسدا في الأمم المتحدة، أن یهتم بقضیة مدینة القدس وحمایة البعد الروحي والدیني والثقافي الفرید للمدینة، على النحو المتوخى في قرارات الأمم المتحدة المتخذة بشأن هذه المسألة.

7. یدین بشدة أعمال العنف والاستفزاز والإرهاب التي یرتكبها المستوطنون الإسرائیلیون ضد السكان المدنیین الفلسطینیین وممتلكاتهم وأراضیهم الزراعیة وتدنیس أماكنهم الدینیة من مساجد وكنائس في الأرض الفلسطینیة المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقیة. كما یدین تهدیداتهم وانتهاكاتهم المتكررة ضد المسجد الأقصى.

8. یشدد على أن أيّ تسویة عادلة ودائمة وشاملة للقضیة الفلسطینیة وللصراع العربي الإسرائیلي برمته یجب أن تستند إلى أحكام القانون الدولي وإلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فیها قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 (1967) و338 (1973) و1397 (2002) و1515 (2003) و1850 (2008) ومرجعیات مؤتمر مدرید ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربیة وخطة خارطة الطریق للجنة الرباعیة، بما یحقق حل الدولتین وَیمكن الشعب الفلسطیني من ممارسة حقوقه غیر القابلة للتصرف ومنها حقهّ في تقریر مصیره في دولة فلسطین المستقلة ذات السیادة على أساس حدود ما قبل عام 1967 ، وعاصمتها القدس الشریف، وإیجاد حل عادل یضمن عودة اللاجئین الفلسطینیین وفقا لقرار الجمعیة العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر في 11 كانون الأول/دیسمبر 1948 م.

9. یؤكد القرارات السابقة بخصوص رفع الحصار الإسرائیلي غیر القانوني المتواصل على قطاع غزة، ویطالب مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولیاته في حفظ وصون الأمن والسلم الدولیین، والتحرك الفوري لرفع الحصار وإلزام إسرائیل بوقف اعتداءاتها وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطیني.

10 . یحث الدول الأعضاء على دعم الجهود الدبلوماسیة المبذولة لتوسیع نطاق الاعتراف بدولة فلسطین على أساس حدود ما قبل عام 1967 من أجل تعزیز الجهود الرامیة إلى تحقیق استقلال دولة فلسطین وعاصمتها القدس الشریف، وانضمامها كعضو كامل في الأمم المتحدة ولتأخذ مكانها الطبیعي والمستحق في مجتمع الدول، وطالب المؤتمر جمیع الدول الأعضاء بدعم القرارات الخاصة بالقضیة الفلسطینیة في الأمم المتحدة، بما في ذلك القرارات المتعلقة بالقدس الشریف، ومساندة الجهود الدولیة الساعیة لإلزام إسرائیل، السلطة القائمة بالاحتلال، باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولّي الإنسانّي وقانون حقوق الإنسان.

11 . یدین إسرائیل لاستمرارها في اعتقال آلاف الأسرى الفلسطینیین في سجونها وتعریضهم لشتى صنوف التعذیب وحرمانهم من حقوقهم الأساسیة في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولاتفاقیتي جنیف الثالثة والرابعة، ویطالب بالإفراج الفوري عنهم.

12. یدین كذلك منع سلطات الاحتلال الإسرائیلي لبعض أعضاء اللجنة الوزاریة الخاصة بفلسطین في حركة عدم الانحیاز من الوصول إلى رام الله، الأمر الذي أدى إلى إلغاء الاجتماع الاستثنائي للجنة الذي كان مقرراً عقده یومي 5 و6 أغسطس 2012 م.

13. یشید بجهود المملكة العربیة السعودیة، بقیادة خادم الحرمین الشریفین الملك عبد الله بن عبد العزیز، في الدفاع عن المقدسات الإسلامّیة في مدینة القدس من خلال الدعم السخي والمتواصل للمدینة المقدسة ومؤسساتها وأهلها لتمكینهم من الوقوف في وجه محاولات إسرائیل تهویَد مدینتهم.

14. یشید بالجهود المستمرة التي تبذلها المملكة الأردنیة الهاشمیة للحفاظ على مدینة القدس الشریف والساعیة إلى تثبیت سكانها العرب المقدسیین على أرضهم في وجه المحاولات الإسرائیلیة لتهوید مدینة القدس وتغییر معالمها العربیة والإسلامیة والمسیحیة وإفراغها من سكانها الفلسطینیین المقدسیین، ویؤكد تقدیره الكبیر لجهود جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسین في إعادة إعمار الأماكن المقدسة الإسلامّیة والمسیحیة في مدینة القدس، وخاصة إعادة بناء منبر صلاح الدین التاریخي وصیانة قبة الصخرة المشرفة وإعادة ترمیم المتحف الإسلامّي والحفاظ على الأوقاف الإسلامّیة والمسیحیة في القدس الشریف.

15. یشید بالجهود التي یبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئیس لجنة القدس، لحمایة المقدسات الإسلامّیة في القدس الشریف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائیلي بهدف تهوید المدینة المقدسة، ویثّمن الدور الذي تضطلع به وكالة بیت مال القدس الشریف، المنبثقة عن لجنة القدس، في دعم مدینة القدس من خلال المشاریع التنمویة والأنشطة التي تنجزها لفائدة المدینة المقدسة، ویطالب الدول الأعضاء بدعمها مالیاً.

16. یشید المؤتمر بإعلان حضرة صاحب السمو الشیخ حمد بن خلیفة آل ثاني، أمیر دولة قطر، خلال المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، الذي عقد في الدوحة في فبرایر 2012 بناء على قرار القمة العربیة (22) في سرت 2010، باستعداد دولة قطر للمشاركة بكل إمكانیاتها في سبیل وضع الخطة الإستراتيجية الخاصة بالقدس موضع التنفیذ، ویؤكد على ضرورة تنفیذ دعوة سمو أمیر دولة قطر بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي بغرض استصدار قرار یقضي بتشكیل لجنة دولیة للتحقیق في جمیع الإجراءات التي اتخذتها إسرائیل منذ احتلال عام 1967 في القدس العربیة بقصد طمس معالمها الإسلامّیة والعربیة.

17. یطلب من الأمین العام متابعة تنفیذ هذا القرار وتقدیم تقریر في الموضوع إلى الدورة الثانیة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامّي .

----