إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكة المكرمة 25-28 يناير 1981- بلاغ مكة المكرمة
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، بيانات وقرارات مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية 1969- 1981، ص 697- 701"

بسم الله الرحمن الرحيم

بلاغ مكة المكرمة
لمؤتمر القمة الاسلامي الثالث

          نحن ملوك ورؤساء وأمراء الدول والحكومات الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي،

          اذ نجتمع في مؤتمر القمة الاسلامي الثالث، المنعقد بمكة المكرمة بين 19 و 22 ربيع الأول 1401 هـ الموافق من 25 الى 28 يناير 1981 م،

          نرفع آيات الحمد لله عز وجل اذ من علينا بأن نجتمع في رحاب هذا البلد الحرام وفي كنف الكعبة المشرفة، مهبط الوحي وقبلة المسلمين، عند مطلع القرن الهجري الجديد في لقاء نعتبره حدثا جليلا في تاريخ الامة الاسلامية، ونتخذ منه منطلقا حاسما لنهضة اسلامية شاملة تستدعي من المسلمين كافة وقفة حازمة يراجعون فيها رصيدهم الماضي وواقعهم الحاضر، ويتطلعون بالارادة الوطيدة الى مستقبل أفضل في ظلال سياسة التضامن الاسلامي فتعود لصفوفهم وحدتها ولحياتهم رقيها وازدهارها ولمنزلتهم في المجتمع الانساني شرفها ليؤدوا دورهم في الحضارة الانسانية.

          ان انتماء المسلمين الصادق الى الاسلام والتزامهم الحق بمبادئه وقيمه منهجا للحياة هو درعهم الواقي من الأخطار المحدقة بهم، وسبيلهم الأمثل الى تحقيق المنعة والعزة والازدهار، وطريقهم القويم لبناء المستقبل وضمانتهم التي تحفظ للأمة أصالتها وتصونها من طغيان المادة الجارف، وتمدها بالحافز القوي الذي يدفع ولاة أمورها ويستنهض أبناءها من أجل تحرير مقدساتها واستعادة حقوقها ومكانتها لتسهم مع أمم العالم في تحقيق المساواة والسلام والرخاء للبشرية كافة.

          ان ايمان المسلمين جميعا بالتعاليم الخالدة المتمثلة في الحرية والعدالة وكرامة الانسان والتصدي للظلم والعدوان وفي التسامح والرحمة والاخاء يدعونا الى التصميم على اقرار السلام العادل والوئام بين الشعوب وعلى ضمان حقوق الانسان ومواصلة العمل لدعم المؤسسات الدولية التي تقوم على المبادئ الانسانية والتعايش السلمي بين الشعوب لكي يبدأ عهد جديد تكون فيه العلاقات بين الدول محكومة بالمبادئ لا بالقوة، وتزول فيه أشكال الاضطهاد والاستغلال والتسلط والظلم والاستعمار بشكليه القديم والجديد وتنتهي جميع أنواع التمييز المبني على العرق أو اللون أو المعتقد أو الجنس.

          اننا نؤكد أن الاعتصام بالعقيدة والوقوف في وجه الالحاد والاتجاهات المناهضة للاسلام يحض مجتمعاتنا من الوهن في الذاتية والضعف في الفاعلية الحضارية ويجنبها ما اعتراها في ماضيها من فرقة وتبعية وأوقع العديد من أوطان المسلمين تحت الهيمنة الأجنبية بما في ذلك القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين فتعرضت هذه الأوطان لشتى وجوه الظلم والعدوان وتناقص كسبها العلمي ونصيبها من مواردها المادية فظلت حتى مطلع هذا القرن تحدق بها المخاطر والتحديات في استقلالها وأمنها وفي عزتها وكرامتها.

          ونلاحظ ببالغ الأسف ما انتهت اليه الانسانية المعاصرة رغم مظاهر التقدم المادي واتساع المكاسب العلمية والتقنية، من الفقر الروحي ومن الانحلال في العقائد والاخلاق، حتى شاعت المظالم في الكيان الاجتماعي، وتفاقمت الازمات في الاوضاع الاقتصادية، وتوالت الاختلالات في البناء السياسي الدولي فاستفحلت قوى الشر وتعددت مواطن الحرب والفتن تهدد طمأنينة الانسان وأمن العالم وسلامة الحضارة الانسانية.

<1>