إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكة المكرمة 25-28 يناير 1981- بلاغ مكة المكرمة
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، بيانات وقرارات مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية 1969- 1981، ص 697- 701"

         ونقدر أن أمتنا الاسلامية تتهيأ لها أسباب أصيلة من مقومات الوحدة والتضامن ومن عوامل التقدم والنهضة ومن دواعي العزة والرفاهية، بما تملك من كتاب ربها وسنة رسوله وبما لها فيهما من نهج كامل للحياة يرشدها الى الحق والخير والنجاة ويصلها بتراثها الحضاري ويهيئ لها أسباب التحرر من التبعية والضياع ويعبئ فيها دوافع القوة الروحية ويستنهضها الى استثمار جميع طاقاتها، فيكون لها الزاد القويم الى سبيل الرشاد.

         كما نقدر أن أمتنا القوية بهذه الطاقات الروحية، تتوافر لها امكانات مادية وبشرية ثابتة، اذ تضم نحو الألف مليون من شتى أجناس البشر ينتشرون على رقعة واسعة من أقاليم الأرض ويحوزون أقدارا جليلة من الموارد الطبيعية وان حسن استخدام هذه الامكانات كفيل بأن يبوءها المنزلة المرموقة في العالم وأن يضمن لها أسباب الازدهار، فيكون من عوامل الخير والتوازن لفائدة الانسانية كلها.

         ومن أجل ذلك فاننا نقوم، في مؤتمرنا هذا الجامع، وبهذا البلد الأمين وفي هذا اليوم الحاسم من تاريخ الاسلام، عاقدين العزم على توثيق عرى التضامن بيننا واغتنام دواعي النهضة. وفي سبيل ذلك نعلن ما يلي:

         1 - ايمانا منا بأن المسلمين وان تباينت السنتهم والوانهم وتمايزت أوطانهم وأوضاعهم أمة واحدة يعتصمون برابطة من الاسلام ويستلهمون في الحياة منهجا لا اختلاف عليه ويستمدون معينهم الفكري من تراث حضاري مشترك ويضطلعون في العالم برسالة واحدة فيقومون أمة وسطا تأبى الانحياز لسائر الكتل والاتجاهات العقائدية وتأبى كذلك أن تتقاسمها الأهواء أو تتنازعها المصالح.

         فنحن عاقدون العزم على أن نمضى قدما لتوثيق أواصر التضامن بين شعوبنا ودولنا وعلى أن نتجاوز كل ما يؤدي الى الشقاق أو يجر الى الفرقة، وان نفض بالحسنى كل نزاع يطرأ بيننا فنحتكم الى المواثيق والى مبادئ الأخوة والألفة والترابط وما نؤمن به جميعا من مقاييس العدل والتسامح نستمدها من كتاب الله وسنة رسوله باعتبارهما مرجعا دائما لكل احتكام.

         تمشيا مع طموحات شعوبنا فنحن مصممون على تكثيف التشاور فيما بيننا ازاء الشؤون العالمية، حتى تتكامل مساعينا في الساحة الدولية وتتناسق مواقفنا في المؤسسات الدولية طلبا لمزيد من الفاعلية لجهودنا المشتركة وتوضيحا لاتجاهات أمتنا ودفاعا عن قضاياها وحقوقها ومصالحها ودعما لمنزلتها وحرمتها في العالم.

         ونحن مصممون على الجهاد بكل الوسائل التي نملكها لتحرير أراضينا المحتلة وأن نتناصر في الدفاع عن استقلالنا وحرمة أراضينا والذود عن حقوقنا ورفع المظالم الواقعة علينا معتمدين على الله وعلى قوانا الذاتية وعلى تضامننا المتين.

         2 - ادراكاً منا بأن المسلمين تقع عليهم في عالم اليوم مظالم كثيرة وتحيط بهم مخاطر شتى، مردها الى منطق القوة والعدوان والى سيادة منهج العنف في السلوك الدولي.

         وعلما بأن الاسلام يأبى لأهله ولغيرهم الا الحق والعدل ولا يعرف لمن لا يقاتلنا في ديننا ولا يخرجنا من ديارنا ولا ينتهك حرماتنا الا البر والقسط، كما لا يعرف موالاة الظالمين ولا الرضا بالضيم والاضطهاد.

         فاننا نؤكد من جديد، في وجه العدوان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين والأراضي العربية المحتلة الاخرى عزمنا على المقاومة الشاملة لهذا العدوان ومخططاته وممارساته، كما نرفض وندين السياسات التي تمكن لهذا العدوان وتمده بأسباب الدعم السياسي والاقتصادي والبشري والعسكري، ونرفض كذلك كل مبادرة لا تتبنى الخيار الفلسطيني المتمثل في الحل العادل لقضية فلسطين والقائم على استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب

<2>